قوله تعالى: {ألم نشرح لك صدرك 1 ووضعنا عنك وزرك 2 الذي أنقض ظهرك 3 ورفعنا لك ذكرك 4 فإن مع العسر يسرا 5 إن مع العسر يسرا 6 فإذا فرغت فانصب 7 وإلى ربك فارغب 8}
  والاستعداد للموت قبل نزول الموت» «وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ. الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ» قيل: ذنبك، عن مجاهد، والضحاك، وابن زيد، وأبي علي. وقيل: الوزر الذي كان عليه في الجاهلية قبل النبوة، عن الحسن. وقيل: أزلنا عنك همومك التي ثقلت عليك من أذى الكفار بأن نصرناك عليهم، فشبه الهموم بالحمل، والعرب تجعل الهم ثقلاً، عن أبي مسلم. وهذا أحسن ما قيل فيه. «الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ» قيل: أثقل، عن الحسن، ومجاهد، وقتادة، وابن زيد. وبعير نِقْضٌ: إذا أثقله السفر، فصار مهزولاً، وقيل: كُسر ظهرك حتى سمع نقيضه؛ أي: صوته، عن الفراء. وهذا استعارة وتشبيه.
  ومتى قيل: إذا كانت ذنوب الأنبياء صغائر فلماذا وصف بهذه المبالغة؟
  قلنا: لشدة اغتمامهم بها، وتحسرهم على وقوعها مع ندم عليها، وعلى ما أوله أبو مسلم لا سؤال عليه، وقيل: لأن محلهم عند الله أعظم، ونعمه أكثر، فكان ذنبهم أعظم، وقيل: لأن الأمر أعظم، وقيل: المراد به ذنوب أمته، فأضافه إليه لاهتمامه به، وقيل: ما وقع سهوًا، وخطأ، وقيل: {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ} يعني: خففنا عنك أعباء النبوة والقيام بأمرها، وإن كان أمرًا ثقيلاً، عن أبي عبيدة. وقيل: عصمناك عن الوزر، فسمى عصمته وضعًا أي: لولا العصمة لأنقض ظهرك.
  «وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ» قيل: بأني لا أُذْكَرُ إلا ذُكِرْتَ، كقولهم: لا إله إلا الله محمد رسول الله، عن الحسن، ومجاهد، وقتادة، ورواه أبو سعيد الخدري مرفوعًا، وقيل: رفعنا لك ذكرك بأن جعلناك خاتم الأنبياء، ورفع الذكر هو عظم القدر، وقيل: جعلت تمام الإيمان بي بذكرك معي، وقيل: رفعنا ذكرك في السماء عند الملائكة، وقيل: بأخذ ميثاقه على النبيين وإلزامهم للإيمان به، وقيل: رفع ذكره عند المؤمنين في الأرض، وعند الملائكة في السماء، عن أبي علي. وقيل: صُيِّرَ مَفْزَعَ الخلق في الشفاعة يوم القيامة «فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا. إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا» قيل: بما نَصَبَ من الكفار من الأذى عسر معه يسر، وقيل: هو تنبيه على كثرة النعم، وقلة الشدائد؛ لأن