قوله تعالى: {أرأيت الذي ينهى 9 عبدا إذا صلى 10 أرأيت إن كان على الهدى 11 أو أمر بالتقوى 12 أرأيت إن كذب وتولى 13 ألم يعلم بأن الله يرى 14 كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية 15 ناصية كاذبة خاطئة 16 فليدع ناديه 17 سندع الزبانية 18 كلا لا تطعه واسجد واقترب 19}
  والحرص على جمع المال إلا أن يقمع نفسه «أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى» قيل: لأنه رآه استغنى، يعني رأى لنفسه غنى ومالاً ودنيا، وقيل: الرؤية بمعنى الظن، أي: يظن نفسه غنيًّا، وكان رسول الله ÷ يقول: «أعوذ بِاللَّهِ من فقر مُنْسٍ، وغنى مُطْغٍ». «إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى» إلى الموضع الذي يحكم فيه بين عباده لا مالك ثَمَّ إلا هو، وهو القيامة أي: كيف يطغى بماله، ويعصي ربه ورجوعه إلى الله لا مال معه ولا معين.
  · الأحكام: الآيات تتضمن أحكامًا:
  منها: خلقه الإنسان من علق، وفيه دلالة على الصانع؛ إذ خلق من علقة صورة حسنة ذات حواس وأعضاء وتراكيب عجيبة، وينقله من حال إلى حال.
  ومنها: أن الكتابة والخط والقلم من عظيم نعم الله تعالى؛ لأن بذلك تستقيم أمور الدين والدنيا.
  ومنها: سوء اختيار الإنسان إذا اختار الطغيان على طاعة ربه وآثر الدنيا، فيدل على أنه لم يخلق فيه الطغيان.
  ومنها: أن مرجع الخلق إلى حكمه وتدبيره تحذيرًا من معاصيه، وحَثًّا على طاعته.
قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى ٩ عَبْدًا إِذَا صَلَّى ١٠ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى ١١ أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى ١٢ أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ١٣ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ١٤ كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ ١٥ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ ١٦ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ ١٧ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ ١٨ كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ١٩}
  · اللغة: الانتهاء: الامتناع من الفعل، انتهى انتهاءً.
  والسَّفْعَةُ: السواد، ومنه قيل للأثافي: سفْعٌ، وأصله: تغير اللون بتأثير النار إلى