قوله تعالى: {أرأيت الذي ينهى 9 عبدا إذا صلى 10 أرأيت إن كان على الهدى 11 أو أمر بالتقوى 12 أرأيت إن كذب وتولى 13 ألم يعلم بأن الله يرى 14 كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية 15 ناصية كاذبة خاطئة 16 فليدع ناديه 17 سندع الزبانية 18 كلا لا تطعه واسجد واقترب 19}
  حال التشويه، فقال: سَفَعَتْهُ النار والشمس: إذا غيرت وجهه إلى حال التشويه، ورأى به سُفْعةَ غَضَبٍ أي: تمعر لونه، ومنها: السَّفْعَاءُ: المرأة الشاحبة، ومنه الحديث: «أنا وسفعاء الخدين كهاتين يوم القيامة لم تتزين حتى تغير وجهها واسودت، إقامة على ولدها بعد وفاة زوجها لا تضيعهم»، ومنه: الأسفع: الثور الوحشي الذي في خده سواد، ومنه الحديث: «ليبعثن أقوامًا سفع من النار» أي: علامة وتشويه خلقه، وقيل:
  السفع الضرب، سفعت رأس فلان بالعصى ضربته، كأنه بالضرب تغير لونه، وقيل: السفع الأخذ والجذب، سفعت بالشيء قبضت عليه وجذبته جذبًا شديدًا، وحكى الخليل قال: كان قاضي البصرة مولعًا بأن يقول: اسْفَعَا بِيَدِهِ أي: خذا بيد الخصم فأقيماه، كأنه بالأخذ تغير لونه وتشوه به.
  والناصية: شعر مقدم الرأس؛ لأنها متصلة بالرأس، من: نَاصَى يُنَاصِي مناصاة: إذا وصل، قال الراجز:
  قِيٌّ تُناصيها بِلادٌ قِيُّ
  والنادي: مجلس أهل الندى، فهذا أصله، ثم كثر فسمي كل مجلس ناديًا.
  والزَّبْنُ: الدفع بشدة وعنف، والناقة تَزْبِنُ الحالب: تركضه برجلها، والناقة إذا كانت تلك عادتها زَبُونٌ، والحرب الزبون: الذي تدفع إلى الموت، والزبانية: لأنهم يدفعون أهل النار فيها بشدة، وزبن يزبن: إذا وقع بشدة، ومنه: بيع المزابنة: بيع التمر في رؤوس النخل، قيل: كَأَنَّ كل واحد من المتبايعين يزبن صاحبه عن حقه بما يزداد منه، وقيل: إذا وقفا على البيع تدافعا حرص البائع على إمضاء البيع والمشتري على فسخه، واختلفوا في واحد الزبانية، فقيل: زِبْنِيَة، عن أبي عبيدة، وقيل: زِبْنِيّ، عن الكسائي، وقيل: زابِنٌ، عن الأخفش، وقيل: زَبَانِيّ، وقيل: يجوز أن يكون اسمًا للجميع كأبابيل.