قوله تعالى: {أرأيت الذي ينهى 9 عبدا إذا صلى 10 أرأيت إن كان على الهدى 11 أو أمر بالتقوى 12 أرأيت إن كذب وتولى 13 ألم يعلم بأن الله يرى 14 كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية 15 ناصية كاذبة خاطئة 16 فليدع ناديه 17 سندع الزبانية 18 كلا لا تطعه واسجد واقترب 19}
  · الإعراب: {أَرَأَيْتَ} استفهام، والمراد التقرير، وجوابه محذوف، تقديره: أَرَأَيْتَ هذا الناهي وفعل ما فعل ما الذي يستحق بذلك من العذاب، وقيل: ما يكون حاله غدًا، وذلك تفخيم لأمر العذاب، وقيل: إنه هو الضال المستحق للنار.
  والمراد بالنون في قوله: «لنسفعن» الثقيلة.
  · النزول: قيل: نزلت الآيات في أبي جهل بن هشام لعنه الله لما نهى النبي ÷ وآله - عن الصلاة، عن ابن عباس، وقتادة.
  وقيل: قال أبو جهل لقومه: هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟ قالوا: نعم، قال: لئن فعل ذلك لأطأن عنقه، قالوا: ها هو ذاك يصلي، فانطلق ثم أدبر هاربًا، فقالوا: ما لك؟ قال: إن بيني وبينه لخندق من نار، فنزلت: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى}.
  وقيل: قال أبو جهل للنبي ÷: ألم أَنْهَكَ عن الصلاة، فانتهره رسول الله ÷، فقال أبو جهل: أتهددني وأنا أكبر أهل هذا الوادي، لأملأن عليك إن شئت هذا الوادي خيلاً جردًا ورجالاً مردًا، فنزلت: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ}، فقال ÷: «لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوًا عضوا».
  · النظم: يقال: كيف اتصل: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى} بما قبله؟
  قلنا: لما رأى أنه استغنى طغى وعَتَا ونهى العبد الذي صلى.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى من ينهى عن الصلاة، فقال سبحانه: «أَرَأَيْتَ» يا محمد «الَّذِي