قوله تعالى: {إذا زلزلت الأرض زلزالها 1 وأخرجت الأرض أثقالها 2 وقال الإنسان ما لها 3 يومئذ تحدث أخبارها 4 بأن ربك أوحى لها 5 يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم 6 فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره 7 ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره 8}
  قلنا: وجوه:
  منها: خزي الكافر وسرور المؤمن.
  ومنها: إبلاء العذر، ككلام الجوارح؛ ليعلم أنه أُتِيَ من قبل نفسه، وأن الله ليس بظلام للعبيد.
  ومنها: أنه لطف للمكلف، إذا تصور تلك الحالة صرفه عن العصيان.
  ومتى قيل: كيف تتكلم الأرض؟
  قلنا: فيه وجهان:
  [الأول]: إما أن يخلق الله فيها الكلام، فيكون الله مخبرًا به، وأضافه إلى الأرض توسعًا؛ لأنه محله.
  والثاني: أن يصيرها حيوانًا يتكلم، وتكون حجة على الخلق، ذكر الوجهين أبو علي.
  وثالثها: يكون ببيان يقوم مقام الكلام، وليس هو بحقيقة كلام، ولكن يأتي فيها من عظم الآية ما يضطر العاقل إلى معرفته، عن أبي مسلم. وعن ابن مسعود: إنما تتكلم يومئذ فتقول: الله أمرني بهذا، وهذا أقرب إلى الظاهر.
  «يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا» قيل: ينصرفون عن قبورهم إلى العرض والحساب، عن أبي علي. قيل: «أشتاتًا» كل قوم على دين ومذهب وعمل، فَيَرِدُونَ زمرة زمرة، كل زمرة يتقدمها إمامها، وقيل: ينصرفون عن موضع الحساب إلى موضع الجزاء، عن أبي مسلم. «أشتاتًا» متفرقين، فأخذ ذات اليمين إلى الجنة، وأخذ ذات اليسار إلى النار «لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ» قيل: يروا جزاء أعمالهم، وقيل: يروا صحائف أعمالهم يقرؤون ما فيها، وقيل: يرى المحسن سيئاته مكفَّرة، ويرى المسيء حسناته محبطة فتزيدالحسرة، وقيل: الرؤية عبارة عن الوجدان أي: يجدون جزاء ما عملوا من