التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {القارعة 1 ما القارعة 2 وما أدراك ما القارعة 3 يوم يكون الناس كالفراش المبثوث 4 وتكون الجبال كالعهن المنفوش 5 فأما من ثقلت موازينه 6 فهو في عيشة راضية 7 وأما من خفت موازينه 8 فأمه هاوية 9 وما أدراك ما هيه 10 نار حامية 11}

صفحة 7520 - الجزء 10

  · اللغة: القرع: الضرب بالشدة، ومنه: المقرعة، وتَقَارَعَ القوم في القتال: إذا تضاربوا بالسيف، والقرعة كالضرب بالفأل، وقوارع الدهر دواهيه، والقارعة: البلية التي تقرع القلوب لشدة المخافة، قَرَعَ يَقْرَعُ قَرْعًا.

  والفراش: الجراد، وأصلهة الفرش، وسمي بذلك؛ لأنه ينفرش، ويركب بعضها بعضًا.

  والمبثوث: المتفرق في الجهات، بثه يَبُثُّهُ بثًّا: إذا فرقه، وأبثثتك الحديث: ألقيته إليك، كأنك فرقته بأن جعلته عند اثنين، والبث الهم؛ لأنه يفرق القلب.

  والعهن: الصوف الملون، قال زهير:

  كَأَنَّ فُتَاتَ الْعِهْنِ في كُلِّ مَنْزِلٍ ... نَزَلْنَ بِهِ حَبُّ الفَنَا لَمْ يُحَطَّمِ

  ويقال: عِهْنَةٌ وعِهْنٌ، مثل: صُوفَةٌ وصُوفٌ.

  راضية أي: مرضية، «فاعل» بمعنى «مفعول»، على تقدير: ذات رضا، كقولهم: نابِل ذو نبل، ولابِن ذو لبن، وتامِر ذو تمر، قال الشاعر:

  كِليْني لِهَمٍّ يا أُمَيمَةَ ناصِبِ ... وَلَيْلٍ أقُاسِيِه بَطيءِ الْكَواكِبِ

  أي: ذو نصب، وقال آخر:

  أَغَرَرْتَنِي وَزَعَمْتَ أنَّـ ... ـكَ لَابِنٌ فِي الصَّيْفِ تَامِرْ

  والهاوية: العدو الشديد، يقال: هَوَتْ الناقة تَهْوِي هُوِيًا فهي هاوية: إذا عدت شديدًا، و {تَهْوِي إِلَيهِم}⁣[البقرة: ٣٧]، وأصله: الميل، ومنه: هوى القلب؛ لأنه يميل إلى صاحبه، ومنه: {اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ}⁣[الأنعام: ٧١] أمالته إلى ما دعته إليه، ومنه: