التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ويل لكل همزة لمزة 1 الذي جمع مالا وعدده 2 يحسب أن ماله أخلده 3 كلا لينبذن في الحطمة 4 وما أدراك ما الحطمة 5 نار الله الموقدة 6 التي تطلع على الأفئدة 7 إنها عليهم مؤصدة 8 في عمد ممددة 9}

صفحة 7535 - الجزء 10

  واللمز: العيب، واللماز العَيَّاب، وقيل: الهمز واللمز واحد، وقيل: بينهما فرق، ثم اختلفوا، فقيل: الهُمَزَةُ الذي يعيبك بظهر الغيب، واللمزة الذي يعيبك في وجهك، عن الليث. وقال ابن كيسان: الهمزة الذي يؤذي جليسه بسوء لفظه، واللمزة الذي يكسر عينه على جليسه، ولشير برأسه، ويومئ بعينه، يقال: لَمِزه يلمَزه، ولَمُزَهُ بكسر الميم وضمها، ومنه: {يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ}⁣[التوبة: ٥٨]، ورجلٌ لَمّازٌ ولمَزَةٌ، وهَمَّازٌ وهُمَزَة، وعيابٌ [وعُيَبَةٌ]، قال زياد الأعجم:

  تُدْلِي بِوُدِّي إِذَا لاَقَيْتَنِي كَذِبًا ... وَإِنْ أَغِيبُ فَأَنْتَ الْهَامِزُ اللُّمَزَهْ

  والنبذ: الطرح.

  والحطمة: الكثير الأكل، ورجل حُطَمَةٌ: أكول، وأصله الكسر، ومنه: حطم الشيء أي كسره، وهذا البناء إنما يقع في صفةِ مَنْ كثر منه ذلك الفعل، فيصير عادة له، كقولهم: همزة لمزة، ورجل نُكَحَةٌ، كثير النكاح.

  والمؤصدة: المطبقة، أصدت الباب أوصده: إذا أطبقته، وأوصدته أيضًا لغتان.

  والعَمَدُ: جمع عمود، ويقال: جمع عماد، كقولك: إِهَابٌ وأَهَبٌ، ويُقال: عُمُدٌ أيضًا.

  · الإعراب: {وَيْلٌ} رفع على الابتداء، جوابه: {لِكُلِّ هُمَزَةٍ}.

  {لُمَزَةٍ} جر بدلاً من الهمزة.

  {مُؤْصَدَةٌ} رفع لأنه خبر (إِنَّ).

  {الَّذِي جَمَعَ} موضع (الذي) جر صفة اللُّمزة.