التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ويل لكل همزة لمزة 1 الذي جمع مالا وعدده 2 يحسب أن ماله أخلده 3 كلا لينبذن في الحطمة 4 وما أدراك ما الحطمة 5 نار الله الموقدة 6 التي تطلع على الأفئدة 7 إنها عليهم مؤصدة 8 في عمد ممددة 9}

صفحة 7536 - الجزء 10

  · النزول: قيل: نزلت السورة في مشرك بعينه، كان يهمز الناس ويلمزهم، أي: يعيبهم، عن ابن عباس. وقيل: إنه يسمى جميل بن عامر الجمحي، عن ابن نجيح.

  وقيل: نزلت في الأخنس الثقفي، وكان يغتاب الناس مقبلين ومدبرين، عن الكلبي.

  وقيل: نزلت في أمية بن خلف الجمحي، عن ابن إسحاق.

  وقيل: في الوليد بن المغيرة، وكان يغتاب النبي، ويطعن في وجهه، عن مقاتل.

  وقيل: ليست خاصة، بل هي عامة في كل من كان هذا صفته، عن مجاهد. وجماعة، وهو الوجه.

  · المعنى: «وَيْلٌ» كلمة وعيد، وقيل: واد في جهنم «لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ» قد أكثروا في ذلك، فقيل: هما واحد ومعناهما: الغَيَّابُ الطَّعَّان، عن جماعة منهم: مقاتل، وأبو علي، وأبو مسلم، قال أبو علي: وهو الطعن بالعيب من غير إيضاح، وقيل: هما واحد، ومعناهما: المَشَّاءُ بالنميمة، المفرِّق بين الأحبة، الباغي للبريء المكاره، عن ابن عباس. وقيل: بينهما فرق، ثم اختلفوا، فقيل: الهُمَزَةُ: الطعان، واللمزة: المغتاب، عن ابن عباس. وقيل: الهُمَزَةُ: المغتاب، واللمزة: الطعان، عن سعيد بن جبير، وقتادة. وقيل: الهمزة الذي يطعن في الوجه بالعيب، واللمزة الذي يغتاب عند الغيبة، عن الحسن، وأبي العالية، وعطاء بن أبي رباح. وقيل: الهمزة: الذي يهمز الناس بيده ويضربهم، واللمزة: الَّذِين يلمزهم بلسانه وبعينه، عن ابن زيد. وقيل: الهمز باللسان، واللمز بالعين، عن سفيان، وابن كيسان. أي: يومئ بعينه ويشير برأسه استخفافًا به، وعيبًا له «الَّذِي جَمَعَ مَالًا» قيل: جمعه من غير حله، ومنعه من حقه «وَعَدَّدَهُ» قيل: أعدَّه ذخرًا لنوائب دهره، ولكثرته استخف بالمسلمين، عن