قوله تعالى: {ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل 1 ألم يجعل كيدهم في تضليل 2 وأرسل عليهم طيرا أبابيل 3 ترميهم بحجارة من سجيل 4 فجعلهم كعصف مأكول 5}
  · الإعراب: {أَبَابِيلَ} من نعت الطير، إلا أنه لا ينصرف.
  القصة
  أجمعت الرواة أن ملك اليمن الذي قصد الكعبة لهدمها: أبرهة بن الأشرم، وذلك أن ذا نواس الحميري كان ملك اليمن وكان يهوديًّا، وتهود قومه من حمير إلا نجران فإنهم كانوا على النصرانية، وأنه دعاهم إلى اليهودية فأبوا، فَخَدَّ لهم الأخدود، وأحرق بعضهم، وقتل بعضهم، وخرج رجل من أهل سبأ يسمى أوس بن ثعلبان إلى قيصر، واستنصره، فكتب له إلى النجاشي بالحبشة وكان على دين النصارى لينصره، ويبعث إلى اليمن، فبعث رجلاً يسمى أرياط، فغلب على الحبشة، وهلك ذو نواس، وكان مع أرياط أبرهة، فوقع بينهما خلاف، وخرج أبرهة، وقتل أرياطًا وملك اليمن، واجتمعت له الحبشة، فهذا سبب ملكه، وقصد الكعبة ليخربها.
  واختلفوا في السبب الذي لأجله قصد هدم الكعبة، فقيل: بنى كنيسة بصنعاء وأمر الناس بأن يحجوا إليها، وسمع بذلك العرب، فخرج رجل من بني كنانة، وأحدث فيها، فأخبر بذلك أبرهة فحلف ليهدمن الكعبة، عن محمد بن إسحاق.
  وقيل: إن رجلاً من العرب أحرق كنيسة للنصارى، فحلف أنه يحرق الكعية.
  وقيل: إن العرب هدموا كنيسة الحبشة، وهي للنصارى، عن الحسن.
  وقيل: كان جماعة من العرب تجارًا أدخلوا نارًا في كنيستهم فوقعت النار فيها، وكان يسمى الهيكل فاحترق، وبلغ النجاشي، فأمر أبرهة بهدم الكعبة غضبًا لكنيستهم، عن مقاتل.
  وقيل: رأى أبرهة الناس يتجهزون أيام موسم الحج، فسأل عن ذلك، فقيل: يحجون بيت الله بمكة، فقال: مم هو؟ قيل: من الحجارة، فقال: أنا أبني بيتًا خيرًا