قوله تعالى: {ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل 1 ألم يجعل كيدهم في تضليل 2 وأرسل عليهم طيرا أبابيل 3 ترميهم بحجارة من سجيل 4 فجعلهم كعصف مأكول 5}
  وقيل: قال عبد المطلب له: إن هذا بيت لم يسلط عليه أحد، ورجع عبد المطلب، وأمر قريشًا فتفرقوا في الشعاب، ورؤوس الجبال، وجاء إلى البيت، وأخذ حلقة الباب، وقال:
  يَا رَبِّ إِنَّ الْمَرْءَ يَمْنَعُ رَحْلَهُ ... فَامْنَعْ حِلالَكْ
  لاَ يَغْلِبَنّ صَلِيبُهُمْ وَمَحَالُهُمْ ... أَبَدًا مِحَالَكْ
  إِنْ كُنْتَ تَارِكَهُمْ وَكَعْبَتَنَا ... فَأَمْر مَا بَدَا لَكْ
  وعن محمد بن إسحاق أن عبد المطلب قال وهو آخذ بحلقة الباب:
  يَا رَبِّ لاَ أَرْجُو لَهُمْ سِوَاكَا
  يَا رَبِّ فَامنَع مِنْهُمُ حِمَاكَا
  إِنَّ عَدُوَّ الْبَيْتَ مَنْ عَادَاكَا
  اِمْنَعْهُمُ أَنْ يُخْرِبُوا فِنَاكَا
  وذهب معِ قومه، وأصبح أبرهة، وعبَّأ جيشه، وقرب فيله، وأقبل رجل يقال له: نفيل، وأخذ أذن الفيل وقال: اترك محمودًا، وارجع راشدًا فإنك في بلد الله الحرام، فترك الفيل، فبعثوه، فأبى، فضربوه بالمعول، فأبى، فوجهوه إلى اليمن فقام يهرول، ووجهوه إلى المشرق، فلم يهرول، فوجهوه إلى مكة فَبَرَكَ، وأرسل الله الطير من البحر، مع كل طير ثلاثة أحجار، حجران في رجليه، وحجر في منقاره، وقيل: كان في كل حجر مكتوب اسم صاحبه، وقيل: كان الحجر أصغر من الحمص وأكبر من العدس، فلما غشي القوم أرسلن عليهم فلم تُصب أحدًا إلا هلك، وليس كل القوم أصابت، وخرجوا هاربين يتساقطون يهلكون في كل سهل، وأصيب أبرهة في جسده، فتساقطت منه أنملة أنملة حتى قدموا به صنعاء وهو مثل فرخ الطير، فمات.
  وقيل: أصاب ما أصاب قومه من الحجارة، فهلك، عن أبي علي. وقيل: رمتهم بالحجارة، فلم يبق منهم أحد إلا أخذته الحكة، فكان لا يحك أحد جلده إلا تساقط لحمه.