قوله تعالى: {ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل 1 ألم يجعل كيدهم في تضليل 2 وأرسل عليهم طيرا أبابيل 3 ترميهم بحجارة من سجيل 4 فجعلهم كعصف مأكول 5}
  وقيل: أرسل الله سيلاً فذهب بهم وألقاهم في النجد، وكان عبد المطلب يطلع عليهم، فلما رآهم لا يتحركون، جاء فرآهم كذلك، أخذ ما وجد من الصفراء والبيضاء ورجع إلى مكة وأخبرهم، فخرجوا، وانتهبوا.
  وقيل: كان للطير مثل الخطاطيف سُودٌ، وقيل: كانت الحجر تقع على البيضة، فتحرقها حتى تصل إلى دماغه ثم في جوفه ثم في دابته حتى تغيب في الأرض.
  قال محمد بن إسحاق: ولما رد الله الجيش عن مكة عظَّمَتِ العرب قريشًا، وقالوا: أهل الله، قاتَلَ عنهم، فكفاهم مؤنَة عدوِّهم، وقويت دواعي الناس إلى زيارة البيت، وتفاخروا، وقالوا فيه الأشعار، ولولا دفع الله لكان فيه بوارُ قريش، وإنما جعل الله ذلك لتأتلف قريش على تصديق نبينا ÷ وحرمة البيت، وتعظيمًا لأمر قريش حيث خرج منهم رسول الله ÷.
  · المعنى: «أَلَمْ تَرَ» قيل: ألم تعلم يا محمد؛ لأنه ÷ لم ير ذلك، والرؤية تستعمل بمعنى العلم، وبمعنى الإدراك بالبصر «كَيفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ» من الهلاك، قيل:
  كان معهم فيل واحد، اسمه محمود، عن مقاتل. وقيل: كانت ثلاثين فيلاً، عن الضحاك. وقيل: اثنا عشر فيلاً، وإنما وحد لرؤوس الآي، وأراد الجنس «أَلَمْ يَجْعَلْ كَيدَهُمْ» قيل: احتيالهم، وقيل: تدابيرهم في المساء «فِي تَضْلِيلٍ» في هلاك، وقيل: في أباطيل، وقيل: في خسار، عن مقاتل. «وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ» قيل: يتبع بعضها بعضًا، عن ابن عباس. وقيل: كثيرة متتابعة، عن قتادة. وقيل: كان لها خراطيم كخراطيم الطير، وأكف كأكف الكلاب، عن ابن عباس. وقيل: لها رؤوس كرؤوس السباع لم ير قبل ذلك، ولا بعده، عن عكرمة. وقيل: فيها أنياب السباع، عن الربيع. قالت عائشة: أشبه شيء بالخطاطيف، قيل: طير خضر، لها مناقير صفر، عن سعيد بن جبير. وقيل: كانت سودًا، عن عبيد بن عمير. فيحمل أن