التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل 1 ألم يجعل كيدهم في تضليل 2 وأرسل عليهم طيرا أبابيل 3 ترميهم بحجارة من سجيل 4 فجعلهم كعصف مأكول 5}

صفحة 7545 - الجزء 10

  بعضها كان خضرًا، وبعضها سودًا، وقيل: خلقها الله في ذلك الوقت في الهواء، وقيل: جاؤوا من البحر «تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ» أي: الطير ترمي تلك الجنود، قيل: مع كل طير ثلاثة أحجار، واحد في منقاره، واثنان في يديه، وقيل: في أجنحتها ومناقيرها، وقيل: كان الحجر يقع على رأس الرجل، فيخرج من دبره، وقيل: كان يصيب المغفر، فيجاوز حتى يصير إلى الأرض، [و] قيل: كان على كل حجر اسم صاحبه «مِنْ سِجِّيلٍ» قيل: من طين مطبوخ بالآجُرِّ، وقيل: مختلط بالطين، وقيل: هو مُعَرَّبٌ، عن أبي مسلم. وقيل: حجارة تذوب كالْجَمَدِ، وقيل: حجارة صلبة شديدة ليست من جنس الحجارة التي تذوب كالبرد، سماها سجيلاً لصلابتها، عن أبي علي. وقيل: معنى السجيل: أنه سجل عليهم لعذابهم، وقيل: سجيل اسم من أسماء السماء الدنيا، أي: جاءتهم من جهة السماء، وقيل: حجارة من الججيم وهو سجين، فأبدلت النون لامًا «فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ» قيل: كورق الزرع أكل بعضه وكسر بعضه، وقيل: وقع فيه الأكل، عن الزجاج. وقيل: مأكول الثمرة، كقولهم: فلان حسن، أي: حسن الوجه، فأجرى مأكول على العصف من أجل أكل ثمرته؛ لأن المعنى معلوم، وقيل: العصف ورق الحنطة، عن مجاهد. وقيل: هو أطراف الزرع قبل أن يسبل ويدرك، عن الفراء. وقيل: كالحب المأكول، عن عكرمة. وقيل: كطعام، عن الضحاك. وقيل: كالزرع النابت الذي أكل ورقه، عن الحسن، وسعيد بن جبير، وقتادة. وقيل: كزرع أكل حبه وتبنه، وقيل: كتبن مأكول، قد بطل، عن أبي مسلم.

  · الأحكام: السؤرة تتضمن معجزة ونعمة وقدرة وعبرة:

  أمَّا المعجزة: فلأن ما ظهر من الطير ورميها بالأحجار، وإهلاك تلك العدد الكبير