قوله تعالى: {لإيلاف قريش 1 إيلافهم رحلة الشتاء والصيف 2 فليعبدوا رب هذا البيت 3 الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف 4}
  · القراءة: اختلف القراء في قوله: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ} فقرأ أبو جعفر: «لِيْلافِ» بغير همز، وقرأ ابن عامر: «لِإِلَافِ قُرَيْشٍ» مهموزًا مختلسًا بالياء، وإنما ذهب إلى ذلك طلبًا للخفة، وقرأ الباقون: «لِإِيلَافِ» بالياء والهمزة والإشباع على الأصل.
  واختلفوا في «إِيلَافِهِمْ» فقرأ ابن كثير في رواية ابن فليح: (إلْفهم) ساكنة اللام، وروي عنه مثل قراءة أبي جعفر وهو: (إلافهم) بفتح اللام مشبعة بعدها ألف، والهمزة قبلها مختلسة ليس بعدها ياء، وروى محمد بن حبيب عن أبي يوسف الأعشى، عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم: «إئْلافهم» بهمزتين: الأولى مكسورة والثانية ساكنة، وقيل: هذه الرواية غير صحيحة، والصحيح عنه: «إِيلَافِهِمْ» مشبعة الهمزة بعدها ياء، وقرأ الباقون: «إِيلَافِهِمْ» بهمزة مشبعة، بعدها ياء، وروي عن عكرمة: (لِيَأْلفَ قريش إِلْفَهم).
  · اللغة: الإيلاف والإلف بمعنًى، قال أبو مسلم: وهذا مما اتفق فيه الفعل، تقول: أَلِفْتُ المكان وآلَفْتُهُ، فمن قال: غير ممدود قال في المستقبل: آلَفُ، ممدود مفتوحة اللام، هذا إذا أخبر عن نفسه، فإذا أخبر عن غيره قال: أَلِفَ يَأْلَفُ إلْفًا، نحو: علم يعلم علمًا، وإذا قال: آلفت ممدودة مفتوحة اللام قال في المستقبل مخبرًا عن نفسه: أُولِفُ إيلافًا، وإذا أخبر عن غيره قال: آلف ممدودًا يُوْلِفُ إيلافًا نحو: أعلم يعلم إعلامًا، والمعنى واحد، قال الشاعر:
  أَبَتْ إبلِي ماء الحياض وآلَفَتْ