قوله تعالى: {إنا أعطيناك الكوثر 1 فصل لربك وانحر 2 إن شانئك هو الأبتر 3}
صفحة 7569
- الجزء 10
  فأما اللفظ: فتشاكل الألفاظ، وسهولة مخرج الحروف، وحسن التأليف، وتقابل المعاني؛ لأن قوله: {أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} أحسن موقعًا من أعطيتك الكثير، أو النعم، أو نهرًا في الجنة، أو النبوة، من حيث سهولة اللفظ واشتماله على المعاني الكثيرة، وقوله: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ} أحسن من صَلِّ لَنَا، {وَانْحَرْ} أحسن من «اشكر»، و {الْأَبْتَرُ} أحسن من «الأخسر»، وأعم وأدل على النكاية، فهذه الحروف القليلة قد جمعت المحاسن الكثيرة، مع ما فيها من الفخامة، وعظم الفائدة حتى تقبلها النفوس، ولاَ تُمجَّهَا الآذان.