قوله تعالى: {قل ياأيها الكافرون 1 لا أعبد ما تعبدون 2 ولا أنتم عابدون ما أعبد 3 ولا أنا عابد ما عبدتم 4 ولا أنتم عابدون ما أعبد 5 لكم دينكم ولي دين 6}
  ومتى قيل: لِمَ قال: «أَعْبُدُ مَا» و (ما) لما لا يعقل؟
  قلنا: هو بمعنى الذي، ولأن العرب تعتبر المجازات في الكلام؛ فلذا عبر عن معبودهم بما عبر عن معبوده. وقيل: النون قد تبدل بالألف، والأول أوجه.
  ومتى قيل: الخطاب لجميع الكفار؟
  قلنا: لا، بل لقوم خاص، عُلِمَ أنهم لا يؤمنون.
  وقيل: إنه خطاب للمستهزئين، وقد بَيَّنَّا ما قيل في ذلك.
  «لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ» قيل: لكم دينكم الكفر، ولي ديني الإسلام، وهذا تهديد، لا تسليم، وقيل: لكم جزاء عملكم، ولي جزاء عملي، نبه على نصرته في دينه، وقطع أطماعهم فيما التمسوه منه.
  · الأحكام: تدل السورة على وجوب مباينة المبطل، وذم المداهنة في الدين.
  وتدل على وجوب الإخلاص، ولا تجوز المبادلة في العبادة.
  وتدل على معجزة لنبينا ÷ أن أخبر عن حالهم، فكان كما أخبر.
  وتدل على أن كل أحد مُجَازًى على فعله.
  وتدل على أن أفعال العباد فعلُهم، ليس بخلق الله [تعالى].