التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح 1 ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا 2 فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا 3}

صفحة 7578 - الجزء 10

  والتسبيح: التنزيه.

  والاستغفار: طلب المغفرة.

  والتَّوَّابُ: كثير قبول التوبة، وهو مبالغة فيه، وذلك يكون بوجهين: إما لكبر الذنب، فيقبل التوبة، أو بفعلها مرة بعد مرة، فيقبل كل مرة توبته.

  · الإعراب: {أَفوَاجًا} نصب على الحال.

  {تَوَّابًا} نصب لأنه خبر (كان).

  · النزول: قيل: نزلت السورة قبل الفتح بزمان، عن قتادة، ومقاتل، وأبي علي، قالوا:

  وعاش رسول الله ÷ بعده سنتين.

  وقيل: نزلت في سنة الفتح.

  وقيل: نزلت في حجة الوداع بمنى أيام التشريق، فجمع الناس، وخطب الخطبة المشهورة.

  وقيل: نزلت بعد هذه السورة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}⁣[المائدة: ٣ الآية]، {وَاتَّقُوايَوْمًاتُرْجَعُونَ}⁣[البقرة: ٢٨١] الآية.

  وعن ابن عباس: لما نزلت هذه السورة قال النبي ÷: «نعيت إليَّ نفسي بأني مقبوض في تلك السنة».

  القصة

  قيل: لما صالح رسول الله ÷ قريشًا بالحديبية، وكان رئيس القوم أبا سفيان بن حرب، وسهيل بن عمرو، دخلت خزاعة في حلف رسول الله ÷، ودخلت