قوله تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح 1 ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا 2 فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا 3}
  بنو بكر في حلف قريش، وكان بينهما شر في الجاهلية، حجر عنه الإسلام، ثم وقعت بين بكر وخزاعة، قال: فأعانت قريش بكرًا سرًّا، وأصابوا منهم، ونقضوا بذلك عهد رسول الله ÷، فخرج عمرو بن سالم إلى المدينة، ودخل على رسول الله ÷، وهو في المسجد فأخبره بخبرهم، وأنشد الأبيات التي منها:
  لاَهُمَّ إِنِّي نَاشِدٌ مُحَمَّدَا ... حِلْفَ أَبِينَا وَأَبِيهِ الْأتلَدَا إِنَّ قُرَيْشًا أَخْلَفُوكَ الْمَوْعِدَا ... وَنَقَضُوا مِيثَاقَكَ الْمُؤَكَّدَا وفيها:
  فَقَتَّلُونَا رُكَّعًا وَسُجَّدَا
  وخرج بديل بن ورقاء فأخبر رسول الله ÷ بما أصيب منهم، فوعدهم رسول الله ÷ النصر، وعلمت قريش بالنقض فندموا، وبعثوا أبا سفيان في جماعة إلى المدينة ليؤكد العهد، فدخل على رسول الله ÷، والتمس منه ذلك فلم يجبه، فجاء إلى أبي بكر وعمر ليسألا رسول الله فلم يجيباه، وأتى عَلِيًّا، وسأله أن يكلم رسول الله ÷ فأبى، فقال: يا أبا الحسن، فَأَشِرْ عليَّ، فقال: ما أعلم شيئا يُغْنِي، ولكنك سيد بني كنانة، فقم فَأَجِرْ بين الناس، ففعل، ورجع إلى مكة، وأخبرهم بالقصة، فقالوا: لعب بك ابن أبي طالب.
  وأمر رسول الله ÷ بالجهاد لحرب مكة، وجهز الناس، ودعا الله تعالى، فعميت عليهم الأنباء، وكتب حاطب بن أبي بلتعة إليهم بالخبر، وجاء الوحي، فبعث عليًا والزبير فَرَدَّا الكتاب، وخرج في شهر رمضان قاصدًا مكة في سنة ثمانٍ من الهجرة حتى نزل بمر الظهران في عشرة آلاف، وخرج في تلك الليلة أبو سفيان، وبديل بن ورقاء، وحكيم بن حزام، يتحسسون الأخبار، وخرج العباس على بغلة رسول الله ÷، فلقيهم في الأراك، فجاء بأبي سفيان ... في قصة طويلة، وأسلم بعدما خُوِّفَ بالقتل.