قوله تعالى: {قل هو الله أحد 1 الله الصمد 2 لم يلد ولم يولد 3 ولم يكن له كفوا أحد 4}
  وروى الضحاك عن ابن عباس: أن وفد نجران، قدموا على رسول اللَّه ÷، سبعة أساقفة من بني الحارث بن كعب، فيهم السيد والعاقب، وقالوا للنبي ÷:
  صف لنا رَبَّكَ، من أي شيء هو؟ فقال: «إن ربي ليس من شيء، وهو بائن من الأشياء»، فنزل: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} السورة.
  وذكر القاضي قال: روي أن عبد الله بن سلام انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه، وهو بمكة فقَال له الرسول: «أنشدك الله، ما تجدني في التوراة رسول الله؟»، فقال: انعت لنا ربك، فجاء جبريل بهذه السورة، فقرأها عليه، فكان سبب إسلامه، لكنه كتمه، فلما هاجر رسول الله ÷ أظهر إسلامه.
  · المعنى: «قُلْ» يا محمد: «هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» قيل: واحد في الإلهية والقدم، وقيل: واحد في صفات ذاته، لا يشاركه فيها أحد، وقيل: واحد لا نظير له، وقيل: واحد في صفاته، فإنه قديم باقٍ، قادر عالم، حي لم يزل، ولا يزال، وواحد في أفعاله بِفِعْل لا يجرّبه، نفعًا، ولا يدفع به ضررًا، وجميع أفعاله كذلك، وقيل: واحد في استحقاق العبادة، لا تحق لأحد سواه، وقيل: واحد لا يتجزأ، ولا يتبعض، مع أنه حي قادر عالم، ولا يقال «واحد» من طريق العدد؛ لأنه يشتمل على جميع المعدودات، القديم والمحدث «اللَّهُ الصَّمَدُ» قيل: السيد المعظم، عن ابن عباس، وأبي رزين، وسفيان. وقيل: ليس فوقه أحد، وقيل: الذي يقصد إليه في الحوائج والرغائب، المستغاث به عند المصائب، عن السدي، وأبي علي، وأبي مسلم. وقيل: الذي لا ينام، عن يمان. وقيل: الذي لا يكافئه أحد من خلقه، عن كعب الأحبار. وقيل: الذي لا يوصف بصفته أحد، عن ابن كيسان. وقيل: الذي لا تعتريه العيوب عن الآفات، عن الربيع، ومقاتل. وقيل: الكامل في جميع صفاته وأفعاله، عن سعيد بن جبير. وقيل: المستغني عن كل أحد، والمحتاج إليه كل أحد، عن أبي هريرة. وقيل: الغالب الذي لا يُغلب، عن الصادق. وقيل: الصمد الذي لا تدركه الأبصار، ولا تحويه الأفكار، ولا تبلغه الأقطار، وكل شيء عنده بمقدار.