التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قل هو الله أحد 1 الله الصمد 2 لم يلد ولم يولد 3 ولم يكن له كفوا أحد 4}

صفحة 7596 - الجزء 10

  وكونه معلولاً، والأشكال، والأضداد، فنفى الله تعالى عن صفته نوع الكثرة والعدد بقوله: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، ونفى النقص والتغلب بقوله: (اللَّهُ الصَّمَدُ)، ونفى العلة والمعلول بقوله: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ}، ونفى الأشكال والأضداد بقوله:

  {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}.

  · فضل السورة

  روي أبو الدراء عن النبي ÷: «أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة»؟

  قلت: يا رسول الله، ومن يطيق ذلك، قال: «اقرؤوا {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}».

  وعن جرير بن عبد الله أني النبي صلى الله عليه قال: «من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} حين يدخل منزله نفت الفقر عن أهل ذلك المنزل والجيران».

  وعن أنس أن النبي ÷ قال: «من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} مرة بورك عليه، ومن قرأها مرتين بورك عليه وعلى أهله، فإن قرأها ثلاث مرات بورك عليه، وعلى أهله وعلى جميع جيرانه، فإن قرأها اثني عشر مرة بُنِيَ له اثنا عشر قصرًا في الجنة، وتقول الحفظة: انظلقوا بنا إلى قصر أخينا، فإن قرأ مائة مرة كفر عنه ذنوب خمس وعشرين سنة ما خلا الدماء والأموال، فإن قرأها أربعمائة مرة كفر عنه ذنوب أربعمائة سنة ما خلا الدماء والأموال، فإن قرأها ألف مرة لم يمت حتى يرى مكانه من الجنة، أو يُرَى له».

  وعن سهل بن سعد أن رجلا جاء إلى النبي ÷، فشكا إليه الفقر، فقال: «إذا دخلت بيتك فسلّمْ إن كان فيه أحد، وإن لم يكن فيه أحد فَسلِّمْ عليَّ، واقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} مرة واحدة»، ففعل الرجل، فأدرَّ الله عليه رزقًا حتى أفاض على جيرانه.