التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قل أعوذ برب الناس 1 ملك الناس 2 إله الناس 3 من شر الوسواس الخناس 4 الذي يوسوس في صدور الناس 5 من الجنة والناس 6}

صفحة 7608 - الجزء 10

  وشرحتا وهذبنا من غير إحاطة بالجميع، ورتبناه فصولاً يسهل على الناظر طلب ما يقصده من فصوله، وجريت على عادة شيخنا أبي علي في ترك الإحالة على الآيات المتقدمة، بل أوردت في كل موضع ما لا بد منه، وأسأل كل من نظر في كتابي هذا من إخواني من أهل التوحيد والعدل إصلاح ما يجدونه فيه من غلط، فالعبد لا يخلو منه، وأوصيهم بالدعاء والاستغفار لمصنفه، وتقديم ما ينفعه، فالأخوّة في الدين فوق الأخوة في النسب.

  وقد ألحقت بآخر الكتاب مسائل على سبيل الرمز والإشارة ما لا بد منه لمن تكلم في علم القرآن منها، وأختم بها الكتاب، والله الموفق للصواب.

  (فصل): يقال: لِمَ قلتم: إن القرآن معجز؟

  قلنا: لأنه ÷ ادعى النبوة وتحداهم بمثله، فلم يأتوا به، مع شدة عداوتهم له، فعلم أن ذلك لعجزهم.

  (فصل): ويقال: لِمَ قلتم: إنه كلامه تعالى؟

  قلنا: بالمعجز علمنا صدق رسول الله ÷، وعلم من دينه ضرورة أنه كلام الله تعالى، ونطق به الكتاب.

  (فصل): ويُقال: هل في القرآن لغة غير العربية؟

  قلنا: لا، وما روي إما اتفاق اللغتين، وإما أخذته العرب فَعَرَّبَتْهُ.

  (فصل): ويقال: هل في القرآن ما لا يفهم معناه؟

  قلنا: لا؛ لأن الغرض بالكلام الإفهام، فخروجه عن ذلك يدخله في حد العيب، كمن يخاطب الرب بالزنجية.

  (فصل): ويقال: هل يحتاج إلى شرط ليفهم الخطاب؟

  قلنا: نعم، وهو أن يَعْلَمَ اللهَ تعالى، وأنه صادق لا يجوز عليه الكذب والقبيح، ويقف على اللغة.