قوله تعالى: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف والله بما تعملون خبير 234}
  والتربص: الانتظار.
  والأجل: المدة والوقت، وأصله من التأخير يقال: أَجَّلَهُ إذا أخره، والأجل:
  غاية الوقت في الموت.
  والخبير: العليم، والخبر: العلم، وأصله من السهولة، ومنه قيل للأرض السهلة: خبر، ومنه الخبر لأنه يسهل المخبر، ومنه: الخبير الأكار، والمخابرة:
  المزارعة ببعض ما يخرج، وذلك منهي عنه.
  ويذر ويدع بمعنى، وأُهْمِل ماضيه واستُغِني ب (ترك)؛ لأنهم كرهوا الواوات في أول الكلمة.
  · الإعراب: يقال: أين خبر «وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ»؟
  قلنا: فيه أربعة أقوال:
  الأول: الجملة على تقدير: [وَأزواج] الَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ، عن أبي العباس.
  الثاني على تقدير: يتربصن بعدهم، عن الأخفش.
  الثالث: أن يكون الضمير في «يَتَرَبَّصْنَ» لما عاد إلى مضاف في المعنى كان بمنزلته على تقدير: يذرون أزواجهم يتربصن، عن الزجاج، ونظيره: إذا مات وخلف ابنتين يرثان الثلثين، تقديره: ترث ابنتاه الثلثين.
  الرابع: أن يعدل إلى الإخبار عن الأزواج؛ لأن المعنى عليه والفائدة فيه، وهذا