قوله تعالى: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف والله بما تعملون خبير 234}
  النكاح فهو تعريض، عن ابن زيد، «أَوْ أكْنَنتُمْ» أسررتم وأضمرتم «فِي أَنفُسِكُمْ» من نكاحهن بعد مضي عدتهن، وقيل: هو إسرار (العدم) دون إظهاره، والتعريض إظهاره، عن مجاهد وابن زيد، وقيل: هو معنى التعريض بالخطبة إن شئت أضمرته، وإن شئت أظهرته «عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ» بقلوبكم، وقيل: يعني الخطبة، وقيل: يعني النكاح، عن الحسن، «وَلَكِنْ لاَ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا» قيل: لا تواعدوهن في السر؛ لأنها أجنبية، والمواعدة في السر تدعو إلى ما لا يحل، وقيل: هو الزنا، عن الحسن وإبراهيم وقتادة وجابر بن زيد والضحاك والربيع وعطاء ورواية عن ابن عباس، وكان الرجل يدخل على المرأة من أجل الريبة، وهو يعرض بالنكاح فنهوا عن ذلك، وقيل: «سِرًّا» أي عهدًا على الامتناع من تزويج غيركم، عن ابن عباس وسعيد بن جبير والشعبي، وقيل: لا تفوتني نفسك فإني ناكحك، عن مجاهد، وقيل: هو إسرار عقدة النكاح في السر عن ابن زيد، وقيل: السر الجماع، يعني: لا تصفوا أنفسكم بكثرة الجماع، فلا تذكروه، عن جماعة، وقيل: لا تفصحوا بالنكاح، عن أبي علي «إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفًا» يعني عِدة جميلة، وقيل: هو التعريض من غير تصريح، عن مجاهد، «وَلاَ تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ» قيل: لا تضمروا النكاح، وقيل: لا تعزموا على عقدة النكاح، أي لا تبينوا النكاح «حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ» يعني تنقضي العدة، ومعنى الكتاب القرآن، ومعناه فرض الكتاب أجله، وقيل: الكتاب هو الفرض، ومنه: {كتبَ عَلَيكُمُ الصِّيَامُ} يعني فرض اللَّه أجله، عن الزجاج، وقيل: هو على التشبيه بكتاب الدين، عن أبي علي «وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّه يَعْلَمُ مَا فِي أَنفسِكمْ» يعني ضمائركم، وما تسرون «فَاحْذَرُوهُ» أي فاحذروا عقابه، ولا