قوله تعالى: {صم بكم عمي فهم لا يرجعون 18}
  وقيل: أضاءت النار إقبالهم إلى المسلمين، وذهاب نورهم في إقبالهم إلى المشركين، عن مجاهد.
  وقيل: أراد أنه لا نور لهم، وأنّ ما أظهروه من الإيمان إذا لم يكن عن نية وعقيدة يبطل، فيصيرون بلا نور يوم القيامة، بمنزلة هذا المستوقد، عن أبي مسلم.
  وقيل: أراد أن شكهم أكبر لمخالطتهم بالمسلمين، وعذابهم أشد لنفاقهم، كما أن ظلمة المستوقد نارًا وطفئت أشد، وحيرته أكثر.
  وقيل: إيمان اليهود بمحمد قبل البعث، ثم كفرهم به بعده كمستوقد نارًا، فلما أضاءت ما حوله طفئت، عن سعيد بن جبير.
  · الأحكام: الآية تتضمن بيان أحوال المنافقين، واغترارهم بعاجل الانتفاع وما عليهم من العقاب في الآخرة، والتحذير من مثل حالهم.
  وتدل على أنه يضرب الأمثال للبيان والاعتبار.
  وتدل على أن غير المخلص وإن أظهر قولاً فذا غير منتفع به، كمن طفئت ناره، فتكون حسرته أعظم.
قوله تعالى: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ١٨}
  · القراءة: ظاهر القراءة «صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ» بالرفع على استئناف، كأنه قيل: هم صم، فيكون خبر ابتداء محذوف، وعن بعضهم (صما) بالنصب، وهذا جائز في العربية من وجهين:
  أحدهما: تَرَكَهُمْ صمًّا، على الحال.
  والثاني: على الذم، كما يقال: بُعْدًا وسُحْقًا، والرفع أجود؛ لأنه أبلغ في الذم، ولم يرد تحقيق الصفة، وإنما أراد التشبيه بالذم، ولا تجوز القراءة به لما قدمنا.