قوله تعالى: {تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وإنك لمن المرسلين 252 تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد 253}
  ويدل قوله: «وَلَكِنَّ اللَّه ذُو فَضْلٍ» على بطلان الجبر؛ لأنه تعالى لو خلق الخلق للنار لما كان منعمًا إليهم، بل كان فَعَلَ بهم غاية الإساءة، ومن وجه آخر إذا جاز أن يفعل القبيح فما الذي يَأْمَنُ أن جميع ما فعل إنما فعل على وجه يقبح، وما الذي يؤمن أن خبره بخلاف مخبره.
قوله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ٢٥٢ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ٢٥٣}
  · اللغة: الآيات: جمع آية، وهي الحجج.
  والتلاوة: القراءة، وهو ذكر الكلمة بعد الكلمة من غير فاصل؛ لأن التالي للشيء يليه من غير فصل، وأصله التُّلُوُّ.
  والحق: وقوع الشيء موقعه.
  والدرجات: جمع درجة.
  والأَيْدُ: القوة.
  والروح: أصله من الروح، والروح ما يعيش به الإنسان، ثم يستعمل في غيره توسعًا، فسمي جبريل رُوحًا، والقرآن رُوحًا.
  والقدس: الطهر، والأرض المقدسة المطهرة، والقادسية منه، دعا لها إبراهيم بالقدس.