قوله تعالى: {تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وإنك لمن المرسلين 252 تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد 253}
  · المعنى: لما تقدم من أنباء الرسل ومعجزاتهم عقبه بالتنبيه على نبوة نبينا محمد ÷ فقال تعالى: «تِلْكَ» يعني ما مضى من الأخبار من حديث الألوف وجمع طالوت، وحديث التابوت وغيره «آيَاتُ اللَّه» أي حججه «نَتْلُوهَا» نقرؤها «عَلَيكَ» يا محمد «بِالْحَقِّ» بالصدق «وَإنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ»، وإنما ذكر أنه من المرسلين لوجوه:
  منها: أن فيما تقدم تنبيهًا على نبوته ومعجزة له، حيث أخبر عن جميع ذلك بأوضح بيان من غير أن قرأ كتابًا وخالط أحدًا ممن هو من أهل المعرفة.
  ومنها: أن نبوتهم والتصديق بتلك الأنباء إنما يجب لنبوته؛ لأن أخبارهم ومعجزاتهم قد اندرست، فإنما صح بنبوته وإخباره.
  ومنها: أنه إنما صح نبوتهم لمكان الوحي، وقد أوحي إليه كما أوحي إليهم فلا معنى للفرق.
  ومنها: الاستدعاء إلى القيام وبما أرسل به بعد قيام الحجة.
  ومنها: أنه نصب تلك الآيات حكمة وحجة ومصلحة، كذلك جعلك رسولاً لما فيه عن المصلحة والحكمة.
  «تِلْكَ الرُّسُلُ» يعني من تقدم ذكرهم من الأنبياء في الكتاب، عن أبي علي وأبي مسلم، وقيل: تلك الذي دفع بهم الفساد الرسل الَّذِينَ أرسلهم، عن الأصم، وقيل: فيه تسلية للنبي ÷ أن تلك الرسل نالهم من قومهم مثل الذي نالك من الأذى، عن أبي مسلم «فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ» لئلا يتوهم أحد أن التسوية في النبوة تقتضي التسوية في الفضل، وقيل: كما فضلناك عليهم فضلنا بعضهم على بعض، وهذه الفضيلة ما خص به بعضهم من المنازل ككلامه مع موسى وإرساله محمدًا إلى الكافة الجن والإنس «مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّه» يعني كلمه اللَّه كقوله: (تشتهي الأنفس) أي