التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم 255}

صفحة 997 - الجزء 2

قوله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ٢٥٥}

  · القراءة: ظاهر القراءة «القيوم»، وعن عمر وابن مسعود والنخعي والأعمش «القَيَّام»، وعن علقمة «القَيّم»، وهي ثلاث لغات.

  · اللغة: الحي: هو من على صفة يدرك المدركات عند وجودها مع ارتفاع الموانع والآفات، ونقيضه الموت، وهما عرضان يتعاقبان لا يقدر عليهما إلا اللَّه تعالى، ومنهم من قال: الموت ليس بمعنى، وذلك يبطل بقوله تعالى: {خَلَقَ الْمَوتَ وَالحياةَ}.

  والقيوم أصله من القيام، ووزنه فيعول، وأصله قيووم إلا أن الياء ابساكنة إذا كانت بعدها واو متحركة قلبت ياء، وأدغمت فيها قياسًا مطردًا، والقَيَّام: أصله قَيْوَام بزنة فَيْعَال، والأصل هو القيام بالتدبير.

  والسِّنَة: النعاس وهو النوم الخفيف.

  والنوم: خلاف اليقظة، نام نومًا، وهل هو معنى؟ اختلفوا فيه.

  والكرسي: كل شيء تراكب يقال: تَكَاَرَسَ تكارُسًا، ومنه: الكُرَّاسة لتراكب أوراقها، والكِرْس: تراكب الشيء بعضه على بعض. ومنه قول الشاعر: