التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم 255}

صفحة 998 - الجزء 2

  يَا صَاحِ هَلْ تَعْرِفُ رَسْمًا مُكَرَّسًا

  والأَوْدُ: مصدر آده يؤوده إذا أثقله، وأود بوزن عوج. وأودا بوزن عوجا، والجمع الأود بوزن العوج، وأصله الثقل.

  وأصل العلي من العلو، يقال: علا علوًّا، واللَّه تعالى عالٍ بالاقتدار، والعالي والمتعالي: القادر القاهر.

  · الإعراب: يقال: بم ارتفع (هو)؟

  قلنا: فيه وجهان:

  الأول: بالابتداء كأنه قيل: ما إله إلا اللَّه.

  الثاني: أنه بدل كأنه قيل: ما إله ثابت إلا اللَّه، ويجوز في العربية نصب اللَّه في قوله: لا إله إلا اللَّه على الاستئناف، و (لا إله إلا اللَّه) مخرجه نفي، وحقيقته إثبات، كأنه قيل: اللَّه هو الإله دون غيره.

  · النزول: قيل: في سبب نزول هذه الآية أن المشركين كانوا يعبدون الأصنام، ويقولون: هَؤُلَاءِ شفعاؤنا عند اللَّه، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية.

  · المعنى: لما تقدم ذكر الأمم واختلافهم على أنبيائهم بالتوحيد وغيره عقبه بذكر التوحيد فقال تعالى: «اللَّه» قيل: من تحق له العبادة لقدرته على أصول النعم، وقيل: مَنْ يفزع