التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فآتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير 265}

صفحة 1031 - الجزء 2

قوله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ٢٦٥}

  · القراءة: قرأ عاصم وابن عامر: «بِرَبْوَةٍ» بفتح الراء، وفي المؤمنين {إلى رَبْوَةٍ} وهي لغة تميم، وقرأ الباقون بضم الراء فيهما، وهو أشهر اللغات، ولغة قريش، ثم في الآية روايات أخر، فروي عن ابن عباس «بِرْبِوَة» بكسر الراء، وعن بعضهم «برِباوة» بكسر الراء والألف.

  وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو «أُكْلَهَا» بالتخفيف، وقرأ الباقون بالتثقيل، وهو الأصل.

  وجماعة القراء على «جنة» بالجيم والنون، وعن السلمي بالحاء والباء.

  · اللغة: الابتغاء: افتعال من ابتغيت الشيء أبغيه وأبتغيه: إذا طلبته، وبغيتك كذا، وأَبْغَيْتُهُ: أعنته على طلبه، والتثبيت من قولهم: ثبت ثباتًا، ورجل ثبت في الحرب إذا لم يَزِلَّ، وأثبته السقم إذا لم يَكَدْ يفارقه.

  والجنة: البستان، قال الفراء: ما كان فيه نخل فهو جنة، وما كان فيه كرم فهو فردوس، وأصله من الجَنّ وهو الستر.

  والربا: الزيادة، ربا الشيء إذا زاد، والرَّبْوَةُ: العُلُوّ من الأرض لزيادته على غيره،