قوله تعالى: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين 286}
  أبي عبلة: «وَسِعَهَا» بفتح الواو وكسر السين على الفعل، يعني لا تكلف نفسا إلا وسعها أمره، والأول على المصدر.
  · اللغة: يقال: أخطأ في الإثم وغير الإثم، وخَطِئ في الإثم لا غير.
  والإصر: الثقل، والإصر: العهد.
  والطاقة: القوة.
  والنصرة: المعونة.
  · الإعراب: في قوله: «رَبَّنَا» محذوف، واختلفوا فيه، فقيل: تقديره: وقولوا ربنا، عن الحسن، وقيل: تقديره على الحكاية، أي: يقولون ربنا، و (ربنا) منصوب على النداء، وتقديره: يا ربنا.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى أنه فيما أمر ونهى لم يكلفهم إلا ما وسعهم، وأنه أزاح علتهم، فقال تعالى: «لاَ يُكَلِّفُ اللَّه نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا» قيل: يحتمل أنه من كلام الرسول ÷ والمؤمنين عطفًا على ما تقدم، وحكاية عنهم، وتقديره: قالوا سمعنا وأطعنا، فإنك ما كلفتنا إلا ما في وسعنا، وعطف عليه «رَبّنَا» حكى ذلك عنهم ثناء عليهم، وتأديبًا لعباده، ويحتمل أن يكون ابتداء خبر من اللَّه تعالى لرسوله والمؤمنين حيث تقدم من الأوامر والنواهي ما تقدم، فبين أنه لم يكلف إلا ما في الوسع، عن أبي مسلم، والمعنى: «لاَ يُكَلِّفُ» أي لا يأمر ولا ينهى «نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَما» إلا ما هم به مستطيعون، واليسير: السهل دون العسير «لَهَا مَا كَسَبَتْ» أي لكل نفس جزاء ما كسبت، أي لكل نفس جزاء ما عملت من الخير والعمل الصالح «وَعَلَيهَا مَا اكتَسَبَتْ» يعني وزر ما عملت من المعاصي «رَبَّنَا» بينا كيفية الحذف، والتقدير: قولوا ربنا، ويقولون: «رَبَّنَا لاَ