التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب 7}

صفحة 1098 - الجزء 2

  · اللغة: الأم: أصل كل شيء، ومكة أم القرى، ويقال: لعلم الجيش. أم، وأصله أمهة؟

  ولذلك يجمع أمهات، وقد يقال: أُمّات.

  والمتشابه أخذ من الشبهة؛ لأن يشتبه به المراد، ويشبه بعضه بعضًا، والشبْه والشبَه في الشيئين، والمتشابهين والمتشابهات من الأمور المشكلات.

  والزيغ: الميل، زاغ: مال، والتزاوغ: التمايل في الإنسان.

  والتأويل: التفسير، وأصله المرجع والمصير، من قولهم: آل أمره إلى كذا إذا صار إليه، وأولته تأويلاً إذا صيرته إليه.

  والفتنة أصله التخليص، يقال: فتنت الذهب بالنار أي خلصته، ثم يسمى التكليف فتنة؛ لأنه به يتخلص، وسمي الضال إنه يبتغي الفتنة، لأنه يبتغي الخلوص إلى الضلال.

  والراسخ في الشيء: الثابت فيه، رسخ رسوخًا إذا ثبت.

  واللب: العقل، وسمي به؛ لأنه أفضل ما في الإنسان.

  · الإعراب: يقال: لم جاز حذف المضاف من (كُلٌّ)؟

  قلنا: فيه خلاف عند البصريين؛ لأنه اسم دال على المضاف [وهو] كثير في الكلام، ولا يجيزون «إنا كلا فيها» على الصفة، ويجيزه الكوفيون؛ لأنه إنما حذف عندهم لدلالته على المضاف فقط اسمًا كان أو صفة.

  (وَأُخَرُ) جمع أخرى، ولم يصرف لأنه معدول عن أواخر كعمر وقثم، عن الكسائي، وقيل: ترك صرفه لأنه نعت كجمع، وغلطه أبو العباس، وقال: إنه صفة ويصرف.

  «ابتغاء» نصب على المصدر، وهو في موضع الحال تقديره: يبتغون ذلك ابتغاء.

  «كل» رفع على الابتداء، تقديره: يقولون: كلّ من عند وبنا.