قوله تعالى: {الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار 16 الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار 17}
  والصبر: حبس. النفس عن الشيء بمنعها منه.
  والصدق: الخبر عن الشيء على ما هو به، ونقيضه الكذب.
  والقنوت أصله الدوام.
  والاستغفار: طلب المغفرة.
  · الإعراب: موضع: «الَّذِينَ» من الإعراب يحتمل ثلاثة أوجه: الجر، والنصب، والرفع:
  فالجر على الإتباع «لِلَّذِينَ اتَّقَوْا»، والرفع على هم الَّذِينَ يقولون فيكون خبر الابتداء، والنصب على المدح بتقدير: أعني الَّذِينَ يقولون. ونصب (الصابرين والصادقين) على المدح، كأنه قال: أعني الصابرين؟ قال الشاعر:
  لا يَبْعَدَنْ قَوْمي الَّذِينَ هُمُ ... سُمُّ العُدَاة وَآفَةُ الجُزُرِ
  النَّازِلَيِن بِكُل مُعْتَرِكٍ ... وَالطَّيِّبُونُ مَعَاقِدَ الُأزُرِ
  بتقدير: أعني النازلين، ويجوز رفع «الصابرين» وما بعده على الابتداء والخبر، وقيل: «الصابرين» في موضع جر على البدل من «الَّذِينَ».
  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى صفة المتقين، فقال: «الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا» أي صدقنا اللَّه ورسوله، وقيل: أتينا بخصال الإيمان «فَاغفِرْ لَنَا» أي اعف عن ذنوبنا، لا تعاقبنا بها بعد التوبة «وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ» أي ارفع عنا عذاب النار.
  ومتى قيل: إذا حملتم المغفرة على التائب، فذلك واجب، فما معنى السؤال؟
  قلنا: فيه وجهان:
  أحدهما: أن التعبد به مصلحة.
  الثاني: أن إعطاءه قد لا يكون مصلحة إلا بعد السؤال، فلا يعطيه دونه.
  «الصَّابِرِينَ» قيل: على الطاعة، وعن المعصية، وإنما ذكر الصبر عقيب الإيمان؟