قوله تعالى: {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير 26 تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب 27}
  الفراء: الميم هو الميم في اللَّه أمَّنَا بخير، فألقيت الهمزة وطرحت حركتها على ما قبلها، ومثله: هلم، إنما هي (ها) و (لُمَّ)، قال: وما ذكره الخليل لا يصح؛ لأن الميم تزاد مخففة مثل فم، ولأنها قد تجتمع مع ياء النداء قال الشاعر:
  وما عليك أن تقولي كلما ... سبحت أو صليت يا اللَّهمّ ما
  قلنا: هو عوض من حرفين، فشددت، كما قيل: فمي، لما كانت [النون] عوضًا من حرفين في فمنوا شدد، فأما فم فعوض عن حرف واحد، فأما البيت فجاء لضرورة الشعر، وأما [(هل) فلا] تدخل على (لم) بوجه، ولكن الأصل هاء التنبيه دخلت على (لم) في قول الخليل.
  · النزول: قيل: إن النبي ÷ سأل ربه أن يجعل لأمته ملك فارس والروم، فأنزل اللَّه تعالى.
  هذه الآية، عن الحسن وقتادة.
  وقيل: لما فتح رسول اللَّه ÷ مكة، وعد أمته ملك فارس والروم، قالت المنافقون واليهود: هيهات من أين لمحمد ملك فارس والروم هم أعز وأمنع، ألم يكفه مكة والمدينة حتى طمع في فارس والروم؟ فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية، عن ابن عباس وأنس بن مالك.
  وقيل: في يوم الخندق ظهر حجر عظيم، فجاء رسول اللَّه ÷ وضربه ثلاث ضربات، وكسرها بمعول، وكان بَرَقَ منها في كل ضربة برق عظيم، ويكبر تكبير الفتح، فسئل عن ذلك فقال: «أخبرني جبريل أن أمتي ستظهر على ملك فارس والروم» فاستبشر المسلمون، فقال المنافقون: إنه يعدكم الباطل، إنما يحفر الخندق من الفَرَق، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية.