قوله تعالى: {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين 33 ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم 34}
  · الأحكام: تدل الآية أن محبة اللَّه والإيمان به لا تنفع إلا مع اتباع الرسول.
  وتدل أن العلم لا ينفع إلا مع العمل، خلاف قول المرجئة.
  وتدل على أن من تولى عن طاعة الرسول فقد أعرض عن طاعة اللَّه، والتولي على ضربين: تَوَلٍّ مع التكذيب فيكون كفرًا، وتولٍّ مع القبول فيكون فسقًا، ولا يكون كفرًا، وليس في قوله: «فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْكافِرينَ» دليل على أنه يحب سواهم، فقد يجوز ألّا يحب الفاسقين أيضًا بدليل آخر، فلا تعلق للمرجئة بذلك.
قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ٣٣ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ٣٤}
  · اللغة: الاصطفاء والاجتباء والاختيار نظائر، وأصله في اللغة افتعل من الصفوة، والصافي هو النقي من شائب الكدر، فمثل به خلوص هَؤُلَاءِ القوم من الفساد كخلوص الصافي من شائب الأدناس.
  والآل: الأهل. والعرب تبدل الهمزة والهاء يقال: أَرَقْتُ الماء وهَرَقْتُ.
  والذرية: الأولاد، وفي وزنه قولان: الأول: فُعْلِيَّة مثل قمرية، والثاني: فُعْلُولَة مثل ذُرُّورَة إلا أنه كره التضعيف فقلبت الراء الأخيرة ياءْ فصارت ذُرُّويَة، وقلبت الواو ياء للياء التي بعدها فصارت ذرية، قال الزجاج: والأول أجود.
  · الإعراب: «اصْطَفَى» محله النصب، ولأنه فعل ماض.
  و «آدم» لم يُصْرَفْ لأنه أَفْعَل، وصرف نوحًا؛ لأنه اسم على ثلاثة أحرف أوسطه ساكن، نحو زَيْد.