التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين 33 ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم 34}

صفحة 1145 - الجزء 2

  وَلا تَبْكِ مَيْتًا بعد ميت أجَنَّهُ ... عَلِيّ وعَبَّاسٌ وآلُ أبي بَكْرِ

  يعني أبا بكر.

  وقيل: آل إبراهيم: أولاده منهم نبينا محمد ÷، وآل عمران: موسى وهارون، وقيل: هم المؤمنون الَّذِينَ هم على دينه، عن ابن عباس والحسن، وآل عمران فقيل: موسى وهارون، وقيل: عيسى، وقيل: هم وآل إبراهيم واحد، وأما عمران فقيل: هو عمران بن يصهر بن قاهثبن لاوز بن يعقوب، عن مقاتل، وقيل: هو ولد سليمان بن داوود @، عن الحسن ووهب، وإنما خص هَؤُلَاءِ بالذكر؛ لأن جميع الأنبياء منهم «عَلَى الْعَالَمِينَ» قيل: على عالمي زمانهم، وقيل: اصطفاهم كلهم على جميع الخلق «ذُرِّيَّةً» أولادًا وأعقابًا «بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ» قيل: في التناصر في الدين، عن الحسن وقتادة، وقيل: في التناسل؛ لأن جميعهم ذرية آدم، ثم ذُرِّيَّة نوح، ثم ذرية إبراهيم، عن أبي علي، وقيل: بعضهم على دين بعض، عن أبي روق «وَاللَّهُ سميعٌ عَلِيمٌ» قيل: سميع لما تقوله امرأة عمران «عَلِيم» بما تضمره إذ قالت: «رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا» لتدل على أنه لا يَضِيعُ لها شيئا، وقيل: سميع لما قالته الذُّرِّيَّة عليم بضمائرهم؛ ولذلك فضلها على غيرها لما علم من استقامتهم في القول والعمل.

  · الأحكام: الآية تدل على أنه تعالى اختار هَؤُلَاءِ المذكورين لما علم من حسن نهوضهم خصهم بالنبوة وقيامهم بما فوض إليهم من الرسالة.

  وتدل على أن الرسل أفضل من غيرهم من حيث فضلهم واختارهم، قال القاضي: وإذا كان المراد به النبوة على ما قررنا فلا تدل على التفضيل، وقد قال بعضهم: إن الآية تدل على أن الملائكة أفضل من الأنبياء، من حيث قال: اصطفى على العالمين، والملائكة ليست منهم، وقد اختلفوا، فمنهم من قال: اسم العالم لا