قوله تعالى: {هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء 38 فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين 39}
قوله تعالى: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ٣٨ فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ٣٩}
  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي «فناداه الملائكة» بالتذكير والإمالة على المعنى، والباقون بالتاء على التأنيث على اللفظ، وقرأ ابن عامر وحمزة «إن اللَّه» بكسر الألف والباقون بفتحها، فأما الأول على الحكاية، والثاني على إعمال المناداة أي نادته بأن قالت.
  وقرأ حمزة والكسائي «يَبْشُرُكِ» بالتخفيف وفتح الياء وضم الشين، والباقون بضم الياء وفتح الباء وكسر الشين والتشديد، وعن حميد «يُبْشِرُكَ» بضم الياء وكسر الشين من أبشر، قال أبو العباس: وفيه ثلاث لغات: بشَّر يُبَشِّر تبشيرًا من باب التفعيل، وبَشَرَهُ يَبْشُرُهُ بشرًا من بصره يبصره، وأبشره إبشارًا.
  وقرأ ابن عامر «المحراب» بالإمالة، والباقون بالتفخيم.
  وقرأ حمزة والكسائي وجماعة «يحيى» بالإمالة لأجل الياء، والباقون بالتفخيم.
  الهبة والعطية من النظائر، وهي تمليك الشيء بغير عوض، فإذا ألحق به العوض كان ابتداؤه في حكم الهبات يحتاج إلى القبض، وانتهاؤه في حكم البياعات لا الهبة حتى يجب للشفيع الشفعة، وينقطع الرجوع، والهبة عقد جائز في الشرع تمامه بالقبض، وَهب يَهب هِبَةً وموهبة.
  «هنالك» معناه عند ذلك، وأصله ظرف المكان تقول: رأيته هناك وزيدت اللام