التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء 38 فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين 39}

صفحة 1155 - الجزء 2

  لتأكيد التعريف، وكسرت لالتقاء الساكنين كما في ذلك وهو إشارة إلى غائب كما أن هذا إشارة إلى حاضر، والكاف اسم للمخاطب، قال المفضل: أكثر ما يقال: هنالك في الزمان وهناك في المكان، وقد يجعل هذا مكان هذا.

  لدنك: عندك، وفيه أربع لغات: لَدُنْ بفتح اللام وضم الدال وجزم النون وهو أفصحها، و (لَدُ) بفتح اللام وضم الدال وحذف النون، ولَدْنَ بفتح اللام وسكون الدال وفتح النون، ولُدْنَ بضم اللام وجزم الدال وفتح النون، وهي يخفض بها على الإضافة.

  يحيى: من حيي يحيا حياة، والحياة عرض يصير الحي به حيًا لا يقدر عليه غيره تعالى.

  والسيد فَيْعِلٌ من ساد يسود، وهو من ينتهى إلى قوله، وأصله سَيْوِد قلبت الواو ياء لأجل الياء ثم أدغمت في الياء. والكلمة من الكلام، ويقال للكلام كلمة، وإن طالت تقول أنشدني كلمة فلان؛ أي قصيدته. والحصور أصله من الحصر وهو المنع والحبس، ومنه حصيرًا محبسًا، ومنه: المحصر في الحج الممنوع من المضي فيه، ويقال للذي يكتم سره: حصورا؛ لأنه يمنعه من الظهور.

  · الإعراب: تذكير الملائكة للمعنى، وتأنيثها للفظ قال الشاعر:

  أَبُوكَ خَليفة وَلَدَتْهُ أُخْرَى ... وأنت خليفةٌ ذاك الكَمالُ

  فجمع بين التذكير والتأنيث مرة على اللفظ ومرة على المعنى.

  وقيل: من ذَكَّرَ فلأن الفعل قبل الاسم، ومن أنَّثَ فلأن الفعل للملائكة. (طيبة) صفة للذرية. (مصدقًا): نصب على الحال، (وسيدًا وحصورًا) عطف على مصدق.