قوله تعالى: {قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء 40 قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار 41}
  قدرته تعالى على خلق الولد قبل ذلك، لكن لما كان خارجا عن العادة جاز أن يختلف الحال في الرجاء والطمع.
  وتدل على أن الولد الصالح نعمة من اللَّه تعالى لذلك بشر به، وتدل على صفات مدح ليحيى بشر بها كما بشر بنفسها.
  ويُقال: هل سأل ذلك بإذن أو بغير إذن؟
  قلنا: لمشايخنا فيه طرق، قال أبو علي: سأل بإذن اللَّه وبرؤية ما رأى وعرف وقت الإذن.
  وقال القاضي: فيه وجهان:
  أحدهما: أنه لما رأى ذلك رغب في الولد، فأذن له في السؤال فسأل.
  وثانيها: قال: إن مثل ذلك إذا لم يتعلق بمصالح أمته يجوز أن يسأل من دون إذن، وعند الأمان بحصول مثله يقوى طمعه فيشتد في باب المسألة.
قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ٤٠ قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ٤١}
  · القراءة: · القراءة الظاهرة «رمزا» بسكون الميم، وعن الأعمش بفتح الميم.
  · اللغة: غُلامٌ بَيِّنُ الغُلومة والغلومية وهو الشاب من الناس، والغُلْمةُ والاغتلام شدة طلب النكاح، وسمي الغلام؛ لأنه في حالٍ يُطلب في مثلها النكاح.
  وعُقْرُ كل شيء أصله، والعُقْرُ: دية فرج المرأة، والعَقار بفتح العين معروف، والعُقار بضم العين الخمر، وامرأة عاقر لا تلد، سميت عاقرًا - لانقطاع أصل النسل.