التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء 40 قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار 41}

صفحة 1159 - الجزء 2

  والكِبَرُ: الشيب.

  والآية: العلامة.

  والرمز: الإشارة، وقيل: هو الإيماء بالشفتين، ويستعمل في الإيماء بالحاجبين، وأصله من الحركة يقال: ارْتَمَزَ تحرك، يقال: رمز يرمز رمزًا، وتَرَمَّزَ تَرَمُّزًا.

  والعشي: آخر النهار، والعشاء: من لدن غروب الشمس إلى أن يولي صدر الليل وأصله من الظلمة، وسمي العشي لاستقبال الظلمة.

  والإبكار: من حين طلوع الفجر إلى وقت الضحى، وأصله التعجيل بالشيء، يقال: أبكر إبكارًا وبكر بكورًا.

  و (أنى) قد يكون بمعنى كيف، وقد يكون بمعنى أين، وههنا يحتمل الوجهين، عن أبي مسلم.

  · الإعراب: إنما قال: «عَاقِرٌ» بغير هاء لأنها تختص بالإناث كحائض وحامل وطالق، عن الخليل، ويقال: للنسبة أي ذات عقر، وقيل: «امرأتي عاقر» أي: شيء عاقر، يقال: رجل عاقر وامرأة عاقر، وفي وزن «آية» ثلاثة أقوال: قيل: فَعَلَة بفتح العين إلا أنه شذ من جهة اعتلال العين مع كون اللام حرف علة، وإنما القياس في مثله اعتلال اللام نحو جباة ونواة ونظيرها طاية وراية، وشذ ذلك للإشعار بقوة اعتلال العين.

  الثاني: قيل: فَعْلَة بسكون العين تقديره أَيَّة، إلا أنها قلبت كراهة للتضعيف، نحو: طائيّ من طيِّئ.

  الثالث: فاعلة منقوصة قال علي بن عيسى: هذا يضعف؛ لأن تصغيرها أُيَيَّة، ولو كانت فاعلة لوجب أُوَيّة، إلا أنه يجوز ترخيم التصغير نحو فُطَيْمَة.

  (رمزًا) مصدر تقديره: إلا أن ترمز رمزا.