التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إذ قالت الملائكة يامريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين 45 ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين 46}

صفحة 1165 - الجزء 2

  وتدل على جواز الخصومة في الحقوق، وتدل على المنع منه بعد خروج القرعة.

قوله تعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ٤٥ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ ٤٦}

  · القراءة: قراءة العامة «بكلمة» بفتح الكاف وكسر اللام، وعن أبي سماك العدوي بكسر الكاف وجزم اللام، وهما لغتان: كَلِمَة وكِلْمَة، كفَخِذ وفَخْذ.

  وقد ذكرنا القراءة في (يُبَشِّرُك).

  · اللغة: التبشير: إخبار المرء بما يسره يسمى بذلك لظهور السرور في بَشَرة الوجه عنده، وأصل البشرة ظاهر الجلد، ثم يستعمل في الوعيد توسعًا، كقوله: {فَبشرهم بِعَذَابٍ أَلِيم}.

  والمسيح فعيل بمعنى المفعول، وأصله من المسح يعني مسح من الأقذار وطُهِّرَ، والمسح مسح اليد بالشيء، والمسيح الذي أحد شقي وجهه ممسوح لا عين له ولا حاجب، وبذلك يسمى الدجال مسيحًا، والمسيح عيسى #، وهو فيه بفتح الميم وكسر السين والتخفيف، وفي الدجال بكسر الميم وتشديد السين وكسرها، على وزن شرير وفسيق قال الشاعر:

  إِذا المَسِيحُ يَقْتُلُ المِسِّيحَا

  وقيل: إنه مُعَرَّبٌ من الشين.

  والوجيه: الكريم على من يسأله، فلا يرده لكرم وجهه عنده، خلاف من يبذل