قوله تعالى: {إذ قالت الملائكة يامريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين 45 ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين 46}
  وجهه للمسألة فَيُرَدُّ، فيقال: وَجُهَ الرجل يَوْجُهُ وجاهة وله عند الناس وجاهة وجاه أي منزلة ورفعة.
  والكهل: ما بين الشاب والشيخ، ومنه أكهل النبت إذا طال وقوي، ورجل كهل، وامرأة كهلة، وأصله العلو، سمي بذلك لعلو سنه، ولعلو منزلته.
  · الإعراب: (إذ) قيل: العامل فيه: وما كنت لديهم إذ قالت الملائكة، وقيل: «يختصمون» إذ قالت، وقيل: إنه معطوف على (إذ) الأولى في قوله: «إذ قالت امرأة عمران»، عن أبي مسلم.
  «وَيُكَلِّمُ النَّاسَ» محله نصب عطفًا على قوله «وجيهًا»، تقديره: ومكلمًا، ولذلك رد عليه «كهلا» بالنصب، ويجوز أن يكون عطفًا على الظرف في قوله: «فِي الْمَهْدِ».
  «اسمه» قيل: يرجع الضمير إلى عيسى دون الكلمة لذلك ذكره، وقيل: رده إلى الكلام؛ لأن الكلام والكلمة واحد.
  · المعنى: عاد الكلام إلى حديث مريم، وكلام الملائكة إياها بعد الاحتجاج على مشركي العرب لنبوة. محمد ÷ فقال تعالى: «إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ» أي يخبرك بما يسرك «بِكَلِمَةٍ» فيه قولان:
  أحدهما: أنه المسيح سماه كلمة، عن ابن عباس وقتادة وجماعة من المفسرين.
  وثانيها: أنه أراد بالكلمة الكلام، ومعناه البشارة كأنه قيل: ببشارة «مِنْهُ» ولد «اسْمُهُ الْمَسِيحُ» واختلفوا لم سمي المسيح كلمة، فقيل: لأنه قال له: كن فكان، فوصفه بأنه كلمة تفخيمًا لشأنه، عن أبي الهذيل.
  فإن قيل: أليس عنده جميع المخلوقات فيه سواء، فما فائدة تخصيص عيسى بذلك؟