قوله تعالى: {ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم بآية من ربكم فاتقوا الله وأطيعون 50 إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم 51}
قوله تعالى: {وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ٥٠ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ٥١}
  · اللغة: الحلال خلاف الحرام، والحلال والمباح نظيران غير أن الحلال يؤذن بِمُحِلٍّ أحله.
  والحرام: المحظور، ويؤذن بِمُحَرِّمٍ حرمه.
  والاستقامة خلاف الاعوجاج، وهي التي تجري على طريقة مستمرة.
  · الإعراب: نصب «مُصَدِّقًا» على تقدير: وجئتكم مصدقًا، دل عليه أول الكلام، وهو قوله: «أَنّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ». وقيل: هو عطف على قوله: «وجيهًا» «ورسولا»، وقيل: لا يصح ذلك؛ لأنه قال: «لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ» ولم يقل لما بين يديه.
  «إن اللَّه» بكسر «إن اللَّه» على الاستئناف، وعليه الأئمة، ويجوز في العربية بالفتح على تقدير: وجئتكم بأن اللَّه ربي وربكم.
  «ولأحل» قيل: الواو واو عطف على «مصدق» كأنه قال: جئتكم لأصدق ولأحل، فعطف على معنى الكلام، وقيل: هو زيادة على تقدير: جئتكم مصدقًا لأحل، والأول الوجه؛ لأنه لا يحكم بالزيادة إذا صح له معنى.
  · المعنى: لما بَيَّنَ تعالى تمام كلام عيسى # لقومه فقال تعالى: «وَمُصَدِّقًا» يعني وجئت مصدقًا «لِمَا بَينَ يَدَيَّ» أي لما أنزل قبلي «مِنَ التَّوْرَاةِ»، وأرسل من الأنبياء، وهم $ يصدِّق آخرُهُم - أوَّلَهم، كما بشر أولُهم بآخرهم، «وَلأحُلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيكُمْ» قيل: لحوم الإبل والثُّروب وأشياء من الطير والحيتان،