قوله تعالى: {فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون 52 ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين 53 ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين 54}
قوله تعالى: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ٥٢ رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ٥٣ وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ٥٤}
  · اللغة: الإحساس: الوجود بالحاسة، وهو إدراكه بها، يقال: أحس به يحس إحساسًا، والحَسُّ: القتل، ومنه: {إِذ تَحُسُّوَنهُم بِإِذنه} والحس: آلة الإدراك، والحواس خمس: العين، والأذن، والأنف، والفم، ومحل الحياة. ومنهم من لا يعد محل الحياة من الحواس.
  والحواري أصله من الحَوَرِ، وهو شدة البياض، ومنه قيل للطعام حُوَّارَي، ومنه الأحور، والحور التقاء بياض العين.
  والأنصار جمع نصير كشريف وأشراف، وإنما لا يحمل على ناصر؛ لأنه يجب أن يحمل على نظيره من فعيل وأفعال، والناصر والنصير: المعين.
  والشاهد أصله المخبر بالشيء عن مشاهدة ثم يستعمل في الأشياء توسعًا، يقال للبرهان شاهد؛ أي هو بمنزلة المخبر به.
  والمكر أصله الالتفاف، ومنه سمي ضرب من الشجر مكر لالتفافه، ومنه:
  الممكورة من النساء الملتفة، والمكر: الاحتيال على العبد لالتفاف المكروه عليه، وحد المكر حيث يختدع به العبد لإيقاعه في المكروه.
  · الإعراب: «إلى اللَّه» قيل: المعنى مع، كقولهم: الذود إلى الذود إبل، أي مع الذود، وقيل: هو بمعنى في؛ أي في سبيل اللَّه.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى ما جرى بينه وبين قومه فقال تعالى: «فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهم الْكُفْرَ» قيل: وجد، عن الفراء وأبي عبيدة، وقيل: عرف، عن مقاتل، وقيل: أبصر ورأى