التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إذ قال الله ياعيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون 55 فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين 56 وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم والله لا يحب الظالمين 57 ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم 58}

صفحة 1182 - الجزء 2

  ثلاث سنين، ثم رفع، وعاشت أمه بعد رفعه ثلاث سنين، هذا على قول من يقول:

  إنه بعث نبيًّا بعد أن لم يكن، وقيل: إنه كان نبيًّا من حال صغره إلى أن رفع، وهو الذي دل عليه ظاهر القرآن، وقيل: إنما حملت به في الحال، ووضعته في الحال.

  · الأحكام: تدل الآية على أن في الكفر ما يشاهد ويحس كالقول الذي هو التكذيب، وكالاستخفاف بالنبي، وذلك يبطل قول من يقول: إن الكفر لا يكون إلا بالقلب.

  وتدل على أن الرسول قد يفزع إلى غيره لينصره على عدوه، وتدل على أن اسم الإسلام يجري على من تقدم، وتدل على أن النبي يشهد لأمته.

قوله تعالى: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ٥٥ فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ٥٦ وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ٥٧ ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ٥٨}

  · القراءة: قرأ حفص عن عاصم: «فَيُوَفِّيهِمْ» بالياء يعني فيوفيهم اللَّه. الباقون بالنون حملاً على ما تقدم من قوله: «فأحكم»، «فأعذبهم»، وهو الأولى؛ لأنه نسق الكلام.

  · اللغة: التَوَفِّي والاستيفاء واحد، يقال: توفيت من فلان كذا؛ أي استوفيته، ووفى كذا؟