قوله تعالى: {إن هذا لهو القصص الحق وما من إله إلا الله وإن الله لهو العزيز الحكيم 62 فإن تولوا فإن الله عليم بالمفسدين 63}
  وتدل على منزلة الحسن والحسين، وأنهما أبناء رسول اللَّه - صلى اللَّه عليهم -.
  وتدل على فضل أمير المؤمنين؛ لأنه جعل نفسه بمنزلة النبي ÷ وروي أنه قال: «فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها» وتدل على كذب اليهود والنصارى في باب المسيح، وأن الحق ما عليه المسلمون.
  ومتى قيل: لماذا عدل عن المحاجة إلى المباهلة، ولا دليل على صحة أو فساد؟
  قلنا: لما بالغ في الحجاج، ورأى أنه لا ينجع فيهم أمرهم بالمباهلة مع علمه بأنهم يعلمون صدقه وأنه رسول، وأنهم يمتنعون، فدعاهم إلى المباهلة، فلما امتنعوا منه بما عرفوا في ذلك في كتبهم كانت حجة عليهم.
  (لعنت) كتبت بالتاء على الوصل؛ لأن هاء التأنيث إذا وصلت صارت تاء في الإدراج، وقد تكتب (إن رحمت اللَّه) بالتاء لهذا.
قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ٦٢ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ ٦٣}
  · القراءة: قيل: الوقف عند قوله: «القصص الحق»، وإن شئت عند قوله: «إلا اللَّه» والوقف التام عند قوله: «العزيز الحكيم» قال أبو مسلم: ولا يجوز أن يوقف عند قوله: «الكاذبين»؛ لأنه ليس بتمام الكلام.
  · اللغة: اقتصصت الحديث: رويته على حَدِّه، وهو من اقتصصت الأثر إذا اتبعته، وفلان يقص أثر فلان يتبعه، ومنه اشتق القصاص. والقصص: الخبر الذي نتابع فيه المعاني.
  والمفسد: من يفسد غيره، كالمرشد من يرشد غيره، أفسده إفسادًا فهو مفسد.