قوله تعالى: {قل ياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون 64 ياأهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون 65 هاأنتم هؤلاء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم والله يعلم وأنتم لا تعلمون 66}
  فتح السين مددت، وإذا كسرت أو ضممت - قصرت، ومنه {مَكانا سُوًى}[سِوًى]، وسواء.
  و (ها أنتم) اختلفوا في أصله فقيل: أصله أنتم وهاء تنبيه، قال الفرزدق:
  نُفَلِّقُ هامًا لم تَنَلْهُ سُيُوفُنا ... بِأسيافنا هامَ المُلوكِ القَماقِمِ
  تقديره: نفلق هام الملوك القماقم بأسيافنا، ها يا رجل من هذا الذي لم تنله سيوفنا؟
  وقيل: أصله أنتم فقلبت الهمزة الأولى هاء كقولهم: هرقت الماء وأرقت، فهَؤُلَاءِ مبني على الكسر وأصله أولاء، دخلت عليه هاء التنبيه، من العرب من يرفعها، وفيه لغتان: القصر والمد.
  · الإعراب: قوله: «ألا نعبد» محل (أن) قيل: رفع بإضمار، وتقديره: هي ألا نعبد، ويكون (سواء) صفة لـ (كلمة) في اللفظ والمعنى. وقيل: رفع بالابتداء، عن الزجاج، وقيل:
  محله خفض على البدل من (كلمة) بتقدير: تعالوا إلى ألا نعبد إلا اللَّه، وقيل: بنزع حرف الصفة تقديره: بألا نعبد.
  وقوله: «نعبد» نصب ب (أنْ)، ويجوز في العربية الجزم على طريق النهي، ويجوز الرفع بمعنى الحكاية على أن نقول لا نعبد إلا اللَّه.
  وقوله: «ولا نشرك» نصبُ عطفٍ على قوله «نعبد»، وكذلك «ولا يتخذ» تقديره: على ألا نعبد وألا نشرك وألا نتخذ، والعامل (أن) الخفيفة.
  ويقال: أين خبر (أنتم) في «ها أنتم»؟
  قلنا: فيه وجهان:
  أحدهما: قوله: «حاججتم» على أن يكون «هَؤُلَاءِ» تابعًا عطفَ بيان لتمكين المعنى في النفس.