شرح التجريد في فقه الزيدية،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

باب القول فيما ينبغي أن يفعله المفرد والقارن والمتمتع

صفحة 395 - الجزء 2

مسألة: [في السعي بين الصفا والمروة]

  قال: ثم يخرج إلى الصفا، فإذا استوى على الصفا فليستقبل الكعبة بوجهه ويدعو بما حضره ويسبح ويهلل ويصلي على النبي ÷، ثم ينزل من الصفا ويمضي، حتى إذا حاذى الميل الأخضر المعلق في الجدار هرول حتى يحاذي الميل المنصوب في أول السراجين، ثم يمشي حتى ينتهي إلى المروة، ثم يصعد عليها حتى تواجهه الكعبة ثم يدعو بمثل ما دعا به على الصفا ويسبح ويهلل، وكذلك يفعل في سعيه بين الصفا والمروة، ثم ينحدر عنها ويعود إلى الصفا، ثم يعود إلى المروة، حتى يسعى سبعة أشواط، ثم ينصرف من المروة.

  جميعه منصوص عليه في الأحكام والمنتخب⁣(⁣١).

  والأصل فيه: ما رواه ابن أبي شيبة، عن حاتم بن إسماعيل، عن جعفر، عن أبيه، عن جابر قال: ثم خرج يعني رسول الله ÷ بعد ما رجع إلى الركن فاستلمه، وخرج من باب الصفا إلى الصفا، فلما دنا منه قرأ: {۞إِنَّ اَ۬لصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَٰٓئِرِ اِ۬للَّهِۖ}⁣[البقرة: ١٥٧]، أبدأ⁣(⁣٢) بما بدأ الله به، فبدأ بالصفا، فرقى عليه حتى يرى البيت، فاستقبل القبلة⁣(⁣٣)، ووحد الله، وكبره، ثم دعا، ثم نزل إلى المروة حتى انصبت قدماه إلى بطن الوادي، [رمل في بطن الوادي]⁣(⁣٤) حتى إذا صعدتا منه مشى حتى أتى إلى المروة، ففعل على المروة كما فعل على الصفا.

  وروى ابن أبي شيبة بإسناده عن نافع عن ابن عمر أن النبي ÷ سعى في بطن المسيل إذا طاف بين الصفا والمروة⁣(⁣٥). وهكذا روى زيد بن علي، عن أبيه


(١) الأحكام (١/ ٢٦٠)، والمنتخب (٢٠٨).

(٢) في (ج): ابدؤوا.

(٣) في (ج، د): الكعبة.

(٤) ما بين المعقوفين من (د)، وفي (ب): رمل.

(٥) مصنف ابن أبي شيبة (٣/ ٢٥١) ولفظه: كان يسعى في بطن ... إلخ.