شرح التجريد في فقه الزيدية،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

كلام للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # عن كتاب شرح التجريد

صفحة 20 - الجزء 1

كلام للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # عن كتاب شرح التجريد

  قال # في كتابه لوامع الأنوار (ج ٢/ص ١٨٠) بعد أن ذكر نبذة من مقدّمة شرح التجريد ما لفظه: «ثم ساقَ الكتابَ مَتْناً وشرحاً، يأتي بالتجريد مُصَدَّراً بـ (قال)، وهو نوع من التجريد البديعي المعروف، ثم يبسط الشرح عليه من الكتاب والسنة والإجماع والقياس، بعد تقرير قول الإمامين القاسم والهادي إلى الحق @، موضِّحاً للنصوص، مميِّزاً لها عن التخاريج، مبيِّناً للمآخذ كلّها على الخصوص، وهكذا طريقة أخيه الإمام الناطق بالحق والسيد الإمام أبي العباس # ومن حذا حذوهم؛ لا كما فعله بعض المتأخرين من خلط النصوص المعلومة بالتخاريج المفهومة، وفيه من الخبط ما لا يخفى على ذي بصيرة.

  هذا، وقد يحصل في بعض المقامات نوع استبعاد في توجيه الردِّ والاستدلال، فيشكل ذلك على مَنْ لا تحقيق عنده للمقاصد، ولا نظر سديد في المصادر والموارد.

  أَوْرَدَهَا سَعْدٌ وَسَعْدٌ مُشْتَمِلْ ... مَا هَكَذَا تُورَدُ يا سَعْدُ الإبلْ

  ولو تدبَّر لعلم أولاً أن القول المستدل عليه قد قرَّره وفرغ من الاجتهاد فيه مثلاً إمامُ الأئمة وهادي هداة الأمة - رضوان الله عليهم -، الذي بشّر به جدُّه سيدُ الأنام، ووقفت ركائب الأعلام بباب الخدمة لما أوضحه من الأحكام، وهدى به الأنام إلى سبل السلام؛ وليس مقصد الإمام المؤيد بالله ومن سلك مسلكه من الأئمة الكرام $ إلا الاستدلال لذلك المقَرَّرِ المفروغ منه بما أمكن من الدلائل؛ لمعرفة الوجه للناظر في المسائل، وقد صحّت بأدلّتها لإمام اليمن، الهادي إلى أقوم سنن، العالم بمكنون الكتاب والسنن، المحيي لرسوم العلوم، المفجّر لينبوع المنطوق والمفهوم - رضوان الله عليه - وما أحسن قول بعض العترة الكرام:

  إذا كان فضل المرء للناس ظاهراً ... فليس بمحتاج إلى كثرة الوصفِ

  ألم ترَ نور الشمس في الأفق بادياً ... غنياً عن الوصف المرصّع بالرصفِ

  نعم، فتلك طريقة غير طريقة المسْتَدِلِّ لقوله، والمقرِّرِ لاختيار نفسه؛ ولهم في الاجتهاد لأنفسهم مجال غير ذلك المجال، ومقال سوى ذلك المقال؛ وكل