باب القول في التوجه وفي البقاع التي يصلى عليها وإليها
  فكان النبي ÷ يجلس عليهما(١).
  وأخبرنا أبو بكر المقرئ، قال: حدثنا الطحاوي، قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني ابن أبي ذئب، عن الحارث بن عبدالرحمن، عن كريب مولى ابن عباس، عن أسامة بن زيد، [عن رسول الله ÷ قال: «لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة».
  وأخبرنا أبو بكر المقرئ، قال: حدثنا الطحاوي، قال: حدثنا ابن أبي داود، قال: حدثنا علي بن الجعد، قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن عبدالرحمن بن مهران، عن عمير مولى ابن عباس، عن أسامة بن زيد](٢) عن النبي ÷ أنه دخل الكعبة فرأى فيها صوراً، فأمرني بدلو من ماء فجعل يضرب به الصور وهو يقول: «قاتل الله قوماً يصورون ما لا يخلقون».
  فإن قيل: فالحديث ورد في الصور عاماً، فلم خصصتم منه صور ما ليس بحيوان؟
  قيل له: لما رواه الطحاوي يرفعه إلى أبي هريرة قال: قال رسول الله ÷: «جاءني جبريل فقال لي: يا محمد، أتيتك البارحة فلم أستطع أن أدخل البيت؛ لأنه كان في البيت تمثال رجل، فمر بالتمثال فليقطع رأسه حتى يكون كهيئة الشجرة»(٣).
  فدل على أن تمثال ما ليس بحيوان غير مكروه.
مسألة: [في جواز الصلاة فوق ظهر الكعبة إذا بقي أمام المصلي عند سجوده منها شيء]
  قال: ولا يجوز للرجل أن يصلي فوق ظهر الكعبة إذا كان سجوده على آخر حرف(٤) منها، فإن لم يكن على آخر حرف منها جاز، تخريجاً.
(١) شرح معاني الآثار (٤/ ٢٨٤).
(٢) ما بين المعقوفين من شرح معاني الآثار (٤/ ٢٨٣) مع زيادة سند المؤيد بالله.
(٣) شرح معاني الآثار (٤/ ٢٨٧).
(٤) في (أ) بدل «حرف» هنا وفي الآتي: جزء. نخ.