شرح التجريد في فقه الزيدية،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

باب القول في الدخول في الحج والعمرة

صفحة 370 - الجزء 2

مسألة: [فيما يقوله الحاج والمعتمر بعد ذكر ما أراد الدخول فيه واستحضاره النية]

  قال: ثم يقول الحاج والمعتمر بعد ذكر ما أراد الدخول فيه واستحضاره النية: فيسره لي، وتقبله مني، ومحلي حيث حبستني، أحرم لك بكذا وكذا - ثم يسمي حجته أو عمرته، أو هما جميعاً - شعري وبشري ولحمي ودمي وما أقلته الأرض مني. وهذا منصوص عليه في الأحكام⁣(⁣١).

  أما الاشتراط فوجهه: ما رواه ابن عباس وغيره أن ضباعة بنت الزبير بن عبدالمطلب أتت النبي ÷ فقالت: يا رسول الله، إني أريد الحج، أأشترط؟ قال: نعم، قالت: فكيف أقول؟ قال: «قولي: لبيك اللهم لبيك، ومحلي من الأرض حيث حبستني»، روى ذلك أبو داود في السنن⁣(⁣٢)، ورواه ابن أبي حاتم في المناسك، قال ابن أبي حاتم: وروي عن علي⁣(⁣٣) # وعمر وعثمان وابن مسعود وعمار وابن عباس وأم سلمة وعائشة أنهم كانوا يرون الشرط في الحج، قال: وهو قول الليث بن سعد.

  وأما سائر الألفاظ فإنه استحبها لما ورد بها من الأخبار.

مسألة: [في لفظ التلبية]

  قال: ثم يقول: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، لبيك ذا المعارج لبيك، لبيك بكذا وكذا - ويذكر ما دخل فيه - لبيك، ثم يسير، ويسبح في طريقه ويهلل ويكبر ويقرأ ويستغفر، فإذا استوى بظهر البيداء ابتدأ التلبية، وليرفع صوته بالتلبية رفعاً متوسطاً، وكلما علا نشزاً كبر، وكلما انحدر لبى، ولا يغفل التلبية الفينة بعد الفينة.


(١) الأحكام (١/ ٢٥٣).

(٢) سنن أبي داود (٢/ ١٦).

(٣) روى ابن أبي شيبة في المصنف (٣/ ٣٤٠) بسنده عن علي # أنه كان يقول: (اللهم حجة إن تيسرت، أو عمرة إن أراد العمرة، وإلا فلا حرج).