باب القول في المهور
  أن الاعتبار بأخواتها وعماتها ومن جرى مجراهن، دون أمها وخالاتها.
  قال أبو العباس الحسني | في النصوص: ويعتبر بمثلها في بلدها؛ لاختلاف المهور باختلاف البلدان، وفي جمالها وثيوبتها وبكارتها وشبابها، وذلك صحيح؛ لأن اعتبار بعض ذلك ليس أولى من اعتبار بعض، فوجب أن يكون الجميع معتبراً.
مسألة: [في الزواج على مملوك موصوف]
  قال: ويكره للرجل أن يتزوج المرأة على مملوك موصوف، فإن فعل جاز ووجب للمرأة على الرجل مملوك كما وصف، فإن اختلفا في الصفة توسط بينهما من يعرف ذلك.
  وهذا منصوص عليه في الأحكام(١)، ونص فيه أنه إن لم يكن المملوك مضبوطاً بصفة فلها الوسط من ذلك، وهو قول أبي حنيفة، ووافقنا الشافعي في المملوك الموصوف.
  ووجهه: أنا لو أبطلنا هذه التسمية لزمنا الرجوع إلى مهر مثلها، وقد علمنا أن الجهالة في مهر مثلها أكثر من الجهالة في المملوك الموصوف على ما بيناه في المسألة التي قبل هذه، فلما كانت الجهالة في مهر المثل أكثر وكانت في المملوك أقل - وهو المسمى - صار الأخذ به أولى من الرجوع إلى مهر المثل.
  ويبين ذلك أن أكثر العلماء منهم الشافعي وغيره ذهبوا إلى جواز السلم فيه؛ من حيث اعتقدوا أن الجهالة فيه تقل.
  والأصل في هذا الباب: أن الجهالة في المهر لا تبطله؛ بدلالة أنه لو تزوج على غير مهر مثلها جاز، ولو تزوجها بغير مهر جاز، وإذا كان ذلك كذلك ينظر فيما يجعل مهراً، فإن كانت الجهالة التي فيه دون جهالة مهر المثل فالمسمى أولى، وإن
(١) الأحكام (١/ ٣٦٣، ٣٦٤).